كما حدث مع القاعدة وداعش، يحدث اليوم مع حزب الله، وحدث من قبل مع اخوان رابعة في مصر.
بالنسبة لاخوان اليمن، رغم ماحدث لهم من مآسي، فقد طغى خطاب الحوثي وهو الوجه الاخر الذي يستند على نفس المنطلقات، ويومه قادم وسيفرح اليمنيون بنصر الله ضد الحوثي كما سيفرح اهل فلسطين بنصرهم ذات اكتمال.
في لحظة الحقيقة القاسية، يعود المتدين الى منطلقات صحيحة جدا، لمواجهة عاصفة الواقع التي هي صحيحة أيضا، محاولا التثبت في مواجهة انكشاف بنيته العقائدية التي تم تضليلها.
يتحدث عن الثبات والشهادة والجنة ووعد الله، حديث صحيح لكنه يستخدم منهم لتغطية خطايا موجعة.
وهذا المنحى لم ولن يحمي كل هذه الجماعات، بالكاد سينتج مؤمنيين متصوفة او ملحدين.
يذهبون بالتصورات بعيدا، ثم تفجعهم النتائج.، التي هي حكم الله الذي لايحابي بسبب دين او لون او جنس، ولايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
مالم تحترموا أسس النصر، لن تحصلوا عليه.
لقد بذل نبي الاسلام جهدا عظيما لاقامة دولة جامعة، حتى المنافق حصل على مكانته وحقه فيها كمواطن، مع العلم الحاسم بانه منافق.
اما جماعة تعتقل ثلث الشعب بتهم النفاق، وتعتقد ان هذا طريقا للنصر، لانها تصلي الفجر، فهذا اعتداء على التدين قبل الناس، واعتداء على الذات في خدمة العدو الذي تدعي انها تحاربه.
ايات التثبت والنصر وزلزلوا زلزالا شديدا، ويفرح المؤمنون بنصر الله..
كل هذه الايات والاحاديث، هي اختبار لكم تجاه مواطنيكم، ولن يجدي نفعا ان تجرونها معكم ضد اسرائيل.
انتم فجرتم اوطانكم واسقطتم بلدانكم.. قتلتم وسجنتم ونهبتم أهلكم.. سواء بوعي او بدون وعي.
هزيمتكم لم تكن بيد اسرائيل، بل انتم من حمل بذور الهزيمة بسبب تعامله مع دولته وشعبه.
بالنتائج اليوم انتم فقط سمعتموه بلغة قوة العدو بعد سحقكم قوتكم بانفسكم متمثلة بشعبكم وبلدانكم.
اسمعتكم القوة الاسرائيلية الغاشمة مارفضتم الاستماع له من أهلكم وشعوبكم.
لن ينصرك الله على أهلك ومواطنيك، فلاتغتر بقوتك ضدهم.. حين لاتسمعهم ولاتتواضع لهم مدعيا انك اصلا في معركة ضد عدو أكبر، لن يكون هذا العدو الاكبر الا يد القدرة الالهية لتوقف عنفك وبغيك وعدوانك على أهلك.
وهذا تأسيس لهزيمة أقسى في حقك وحق شعبك ولخدمة العدو.
هذا ليس انتصارا للقوة الاسرائيلية الغاشمة كعدو.. بل هزيمة لغشامة قوتك ضد بلادك وشعبك.
نؤمن بنصر الله، ونؤمن انك احدا معوقات هذا النصر..
وسيأتي يوم تنكسر غشامة العدو الاكبر، حين تتخلق فكرة وحركة تؤمن بالناس وبانهم هم مرجعية توجهاتها وليس مخططات الغرف المغلقة.
من صفحة الكاتب نبيل الصوفي على موقع إكس