آخر تحديث :الثلاثاء-26 نوفمبر 2024-12:49ص

فرط شبكة الإعلام الصوتية "الإنجلي سلالية"!

السبت - 26 أكتوبر 2024 - الساعة 01:15 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


قرأنا وشاهدنا وسمعنا عن العديد من التوترات والنزاعات والاضطرابات والصراعات والأزمات والحروب بمختلف أنواعها وتعدد أشكالها؛ ولكن ان تقوم عصابة كهنوتية سلالية إجرامية مصنفة بضرب سفن وبوارج دولة أخرى بطائرات مٌسيرة وقوارب مفخخة، وتعلن بياناتها العسكرية عبر مكتب شبكتها الإعلامية التي يقع مقرها في عاصمة الدولة التي ُضربت مصالحها (والمتضررة وفقًا لتلك البيانات)، فهذه سابقة تاريخية تستلزم نشر العديد من المقالات وتأليف الكثير من الكتب، ولكن دون الحاجة إلى الفحص والتدقيق والتحليل!.


أظهرت بعض الوثائق المتداولة، والمُتحقق من صحتها عبر الموقع الإلكتروني لـ وزارة الأعمال والتجارة البريطانية، بأن "شبكة المسيرة المحدودة/ قناة المسيرة" التابعة لـ الكهنوتية السلالية مسجلة في بيت الشركات البريطاني برقم (٠٩٢٢٢١٧٤)، كما هو موضح بالصور أدناه.


يبدو واضحًا أن هناك فوائد متعددة غير مستترة يمكن استقرائها وراء أن يكون مقر تسجيل الشبكة الإعلامية لجماعة مارقة في عاصمة الدولة التي تدّعي الجماعة العداء لها، والتي تعمل على تحشيد أبناء القبائل اليمنية تحت ذريعة محاربة "الغزاة الأعداء"، والمتمثلة بـ أن يكون صدى البيانات العسكرية ذات فرط صوتي مؤثر جدًا نظرًا لقرب موقع مقر الشبكة الإعلامية من العاصمة السياسية للأعداء، وكذلك وصول البيانات العسكرية إلى مقر الشبكة الإعلامية الواقعة في عاصمة الدولة المعادية قبل حدوث الحدث بغرض التدقيق اللغوي والفحص العسكري والمراجعة السياسية!. ويبدو كذلك بأن هناك نظرية حديثة، واستراتيجية عسكرية وسياسية متطورة تنص على أن "تحرير الوطن من الغزاة الأعداء، يجب أن يتم عبر تحشيد وتعبئة أبناء القبائل بواسطة قناة إعلامية يقع مقرها بقلب عاصمة أرض الغزاة الأعداء". ولكن بالمقابل، قد يكون هناك فوائد غير مباشرة مستترة متمثلة بـ إستئجار السفن الفارغة لإجراء مشاهد احتجازية بانورامية، والمساعدة على التخلص من السفن التي قرب موعد انتهاء خدمتها وتحمل نفايات ضارة بشكل مجاني ودون أي تكاليف!. إضافة إلى كل ذلك، لا أظن بأن التاريخ سوف يُسجل انتصار يعلو فوق نصر يتم فيها بث خبر الاستهدافات والبيانات العسكرية من مقر شبكة إعلامية تقع بقلب أرض "العدو المتضرر" ومن عاصمته السياسية!.


لا غرابة كليًا بذلك، فعادة ما يتبع كهنة الأحفاد مسيرة الآباء والأجداد، بل ويستخدمون نفس أدواتهم، ويمارسون نظير أساليبهم، ويطبقون شبيه طرقهم!. كانت الإمامية البغيضة في شمال غرب اليمن تحشد أبناء القبائل تحت حجة الدفاع من الغزاة الأعداء، علمًا أنها من وقعت اتفاقية مع "الغزاة الأعداء" اعترافًا بوجودهم وترسيمًا للحدود معهم، بل أنها كانت تدخل السلاح (وغيره من المواد) الذي تشتريه من إيطاليا (حليفة الإنجليز آنذاك) عبر ميناء عدن الذي يقع تحت سيطرة "الغزاة الأعداء"!. كما أن الأحداث اللاحقة عادة ما تكشف خبايا الأحداث المستورة السابقة، عندما قام اليمنيين (أحفاد سبأ وحِميّر) بإسقاط الإمامية البغيضة في شمال غرب اليمن، كانت الأسلحة (وكذلك المرتزقة) تتدفق من قبل "الغزاة الأعداء" لدعم ومساندة "البدر"، وذلك بواسطة الشظايا والغرباء والدخلاء في الجزء الجنوبي من الوطن، عبر ما يسمى بـ "إمارة شريف بيحان" الذي كانت تربطه علاقة صداقة قوية ومصاهرة مع "الغزاة الأعداء"، وهذا المشهد يتكرر بوقتنا الراهن ايضًا!.


إضافة إلى ذلك، عند الرجوع إلى مواقف كافة الحركات السياسية في جنوب اليمن (التي كانت قياداتها ونوابها من الكهنوتية السلالية) من ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة التي قام بها اليمنيين ضد "الغزاة الأعداء"، فإنهم كانوا يرفضون كليًا النضال المسلح ضد ما يطلقون عليهم بـ "الغزاة الأعداء"، ويطالبون بالتفاهم والتفاوض معهم وديًا؛ لأنهم كانوا على علاقة وطيدة بهم وبـ حزب العمال في دولة "الغزاة الأعداء"!. بل أن بعض القادة صرح حينها بكلماته الرنانة ورفضه القاطع لمقاومة المحتل بـ "لماذا نحرق الأرض الذي يمكن أن نزرعها، ولماذا نقتل النفس التي يمكن أن تحيا"، ولكنهم كانوا يقصدون بتلك العبارة (الأرض والنفس) حماية ما يطلقون عليهم بـ "الغزاة الأعداء"؛ بينما هم لقرون طويلة يحرقون ويدمرون ويفجرون وينهبون ويقتلون اليمن أنسانًا وأرضا.


ختامًا، هناك لغة فريدة مشتركة بين الغزاة والمحتلين لا يفهمها سواهما، واُستخدمت سابقًا ولاحقًا لتحشيد وتضليل بعض أبناء القبائل اليمنية، وعلى القومية اليمنية (أحفاد سبأ وحِميّر) فك شفرات تلك اللغة وايضاحها للمضللين الخانعين!. وتاريخيًا، كافة الثورات الحقيقية التحررية شمالاً وجنوبًا قام بها أحفاد سبأ وحِميّر؛ ولكن للأسف أن بعض أبناء القبائل اليمنية اليوم يقفون ضد أبناء جلدتهم ممن يريدوا تحريرهم من المحتل الداخلي والخارجي، ويعانون من احتلال مركب واحتلال مزدوج بأيدي ظاهرة وخفية!. كما أن آفة وسرطان الكهنوتية السلالية آفة أضرت كثيرًا بكل تربة اليمن ولا بد من اقتلاعها جذريًا، وهي آفه متصلة مع بعضها داخليًا (شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا) وعابرة للقارات خارجيًا؛ ويتوجب على أحفاد سبأ وحِميّر حصر كافة قيادات ونواب وأعضاء التيارات والكتل والمنظمات والأحزاب والتفريعات والدوائر والمجموعات والبيوت التجارية المستحدثة الخاصة بـ الكهنوتية السلالية، ووضعها تحت مجهر القومية اليمنية!.


--------------------------

*** تنويه: يمكن التحقق من تسجيل "شبكة المسيرة المحدودة/قناة المسيرة" عبر رابط الموقع الإلكتروني لوزارة الأعمال والتجارة البريطانية أدناه:

https://find-and-update.company-information.service.gov.uk/company/09222174