الأحزاب التي قيل انها أجتمعت اليوم- خِلسة- في عدن بإشراف المعهد الديمقراطى الأمريكي- وبعد لقاءات مكثفة للسفير الأمريكي مع قيادات حزبية وازنة بالخارج - لم تتحدث عن الأمر ابدا حتى اللحظة، وهذا التكتم يشي بأن وراء الأكَمة ما ورائها من سباع وضباع، أو في أحسن الأحوال أنها خجلانة انها تفعل ذلك بأوامر واشراف وبرغبة امريكية مباشرة في اوضاع اقليمية مشتعلة تستهدف الشعب الفلسطيني الجريح بتواطىء أمريكي، وهي معظمها احزاب يسارية ناصرية معادية للصهيونية والاستعمار- او هكذا تزعم-. ولكن ثمة اخبار تتحدث ان الغرض من اللقاء تشكيل تكتل حزبي سياسي جديد. لا نعرف الغرض من هذا التكتل ، ولا ضد من ، ولا من هي بالضبط الأحزاب والشخصيات المشاركة فيه .علما ان الاحزاب كانت قد أعلنت قبل عامين عن اشهار تكتل حزبي سياسي عريض، وبالتالي لا يعقل ان تكرر انتاج ذات المنتج إلا إذا كان هناك شيء مريب يخشون الافصاح عنه، وهو المتوقع. .. يقال والله اعلم ان الانتقالي قاطع اللقاء.
تحرك هذه الاحزاب وفي عدن بالذات هي محاولة لإعادة بث الروح فيها من جديد ولإعطاء انطباعا للعالم بان عدن منخرطة بالمنظومة السياسية الحزبية اليمنية وألا مشكلة لديها مع الأحزاب والقوى اليمنية.
مع العلم ان الخارطة الحزبية الموجودة اليوم لا حضور أبدا للجنوب فيها بعد ان أجهزت تلك القوى على الحزب الإشتراكي عام ٩٤م. وحتى لو كان هناك تمثيلا حزبيا للجنوب لا يمكن لعاقل القبول بها والتعاطي معها قبل حل القضية الجنوبية حلا مقنعا وعادلا.
هذه الاحزاب بين الحين والآخر تعيد تذكير العالم بها لئلا يطويها النسيان ولغاية تستهدف فيها بالوقت الراهن راس القضية الجنوبية،وتستمد جُرأتها من الدعم الامريكي ومن رخاوة موقف الانتقالي الشريك بالحكومة والرئاسة.
في حال ثبت ان الانتقالي غاب عن اللقاء فهو تطور لا بأس به وإن لم يكن موقفا كافيا لوقف هذا لاختراق الحزبي للقضية الجنوبية. اما في حال ثبت حضوره فالمصيبة اعظم. اعظم من المشاركة التي شارك فيها قبل اكثر من عام و تعرض بسببها لانتقادات حادة.
* صلاح السقلدي