قد نتفهم أن يقطع المواطن في مدينة المكلا الشارع العام في لحظات غضب بسبب تردي الخدمات كالكهرباء على سبيل المثال، رغم عدم صوابية هذا التصرف، سميا وأن المتضرر الأول منه كل مواطن لربما صادف ذهابه إلى عمله أو مشواره ذلكم القطع، فتعطلت مصالحه وضاع وقته وعمله.
لكن أن يتم قطع الطريق بسبب زفة عريس، فهذه تقليعة جديدة، تؤكد مدى انعدام الوعي بشكل تام عند من يقوم بهذا الفعل، مثلما حصل في زفة على جولة مركز بلفقيه الثقافي، حيث أغلقت سيارات الزفة كافة الاتجاهات بشكل عرضي من أجل أن يرقص الشباب على الاسفلت، ويعبروا عن فرحهم بزواج قريبهم أو صديقهم بهذه الطريقة.
حدث هذا في مدنية المكلا، كما أخبرني أحد الاصدقاء والذي كان عائدا إلى منزلة رفقة أهله بعد أن قاموا بواجبهم في حضور احدى اعراس اقاربهم، ليضطر صديقنا إلى المكوث لقرابة الربع ساعة وخلفه طابور من السيارات الاخرى التي كانت تمشي في امان الله وفي خط رئيسي وعام، ومايحزن أكثر أن محاولاته لإقناع الراقصين والمتفرجين عليهم لم تشفع له في إيقاف ذلكم التصرف الأرعن والاعتداء الفاضح على حق من حقوق المواطنين الآخرين، رغم اقتراحه عليهم أن يفرغوا على الأقل جانب من الطريق لمرور المركبات التي ليس لها علاقة بالزفة، وحتى هذه المحاولة أيضا باءت بالفشل، وانتظر داخل سيارته رفقه عائلته والسيارات الأخرى المماثلة حتى اكتفى الراقصون من جولة قطعهم للطريق وغادروا الجولة.
صار كل ذلكم على بُعد خطوات من نقطتي التفتيش الواقعتين في الجهة البحرية والقبلية لمركز بلفقيه، وعلى مقربة من مقر الإدارة العامة للأمن والشرطة بحضرموت، واعتقد جازما بأن إحدى هذه الجهات لو تلقت بلاغا من قبل صديقنا لكانوا تحركوا ووضعوا حدا لهذا العبث المشين.
تفتح هذه الحادثه الباب على مصراعيه لضرورة التدخل العاجل من قبل الجهات المختصة في مختلف مرافق السلطات المحلية لمدينة المكلا، لضبط زفات الاعراس واجبار اصاحبها على احترام حق الآخرين في الطريق، وترك جانب منه مفتوحا لمن كان مارا أو مستعجلا أو لاقدر الله لديه حالة حرجة تحتاج الوصول لاقرب مشفى أو غير ذلك، إلى جانب وضع حد قوي ورادع للازعاج الصادر عن قزوزات راكبي الدرجات النارية، وابواق السيارات الغير طبيعية، خصوصا أثناء مرورهم بمحاذاة الاحياء السكنية في مختلف مناطق مدينة #المكلا.
ختاما .. علينا أن نتذكر بأن حرية المرء تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، وأن كل فعل في لحظة فرح أو غضب أو غيرهما يؤدي إلي إلحاق الضرر بأي مواطن آخر هو تصرف ممقوت ومشين، ويندرج في بند الاعتداء والتسبب بالضرر للآخرين، ولك أن تتخيل عزيزي العريس ومن معك من القاطعين والمزعجين، اذا دعت عليكم عجوز مسنة، أو رجل كهل، أو مريض مقعد، أو صاحب عمل نام باكرا على أمل أن يغط في نوم عميق ليصحوا نشطا، أو أم لاطفال مرهقة لم ينم صغارها إلا بشق الأنفس، لكم أن تتخيلوا .. إذا صدرت من أحد هولاء دعوة صادقة او مايعرف محليا عندنا "بالهتفة"، لكم أن تتخيلوا ما الذي سيحصل لكم اذا استجاب لها من لايظلم عنده أحدا.