شهد قصر المعاشيق اليوم بالعاصمة لمؤقتة عدن الاعلان عن تشكيل تكتل سياسي جديد ، التكتل الوطني للاحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية (تواسي) ،ويضم طيفا واسعا من القوى السياسية اليمنية ،برئاسة رئيس مجلس الشورى د احمد عبيد بن دغر احد نواب قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام جناح الشرعية ،ورئيس لحكومة الشرعية إثر انقلاب الرئيس هادي على نائبه ورئيس حكومته التوافقي م خالد محفوظ بحاح.
وشهدت البلاد في عهد بن دغر اولى طبعات العملة الجديدة ، وابرام عقود لصفقات كهرباء الديزل التي سنها الرجل وماتزال،وقد اثقلت كاهل الحكومات المتلاحقة حتى اليوم.
ولعل اكبر رسالة انطفاء كهرباء الديزل اليوم اثناء التشكيل السياسي وفق المصادر ،ناهيك عن عجوزات متلاحقة للحكومة في الايفاء بالتزاماتها تجاه دائنيها تجار الديزل ،حدت برئيس الوزراء الحالي لمحاولة السطو على مرتبات موظفي الدولة لشهر سبتمبر الماضي لولا موقف البنك المركزي الرافض لتلك الخطوة .
رئيس التكتل الذي ماتزال القوى السياسية تضع علامة استفهام حول عدم احالته للتحقيق اثر اقالته المهينة من رئاسة الحكومة،ومراضاته بتعينه رئيسا لمجلس الشورى خارج المعايير والتوافق السياسي.
وشهدت الشرعية في عهده ابشع عملية فساد ،وعبث بالمقدرات والوظيفة العامة ،
كل ذلك لم يغادر مخيلة المواطن ومايزال يتذكر تفاصيلها ،حتى وصل الامر لتعين زوجته (ميرفت مجلي) سفيرة ،
وربما لو كان موقع رئاسة التكتل دوري كما كان الحال مع التكتلات السابقة لتخفف الامر ،اما وقد حددت العملية برئاسة دائمة كحال التحالف الوطني فالامر مثير للسخرية ،
هناك من استفزه اختيار اليوم وهو يوم نكسات في تاريخ اليمن كما هو معروف ،وهناك من راى ان شخصية بن دغر لا تصلح للجمع بين كبرى مواقع الدولة وزاد وفاها بتكتل سياسي يفترض به انه مدني ذو طبيعة نضالية لاستعادة الدولة ولم شمل القوى الوطنية ،
تكتل 5نوفمبر لا يؤمل المواطن عليه شيئ بحسب مايتم تداوله حتى الآن نظرا للتجربة السابقة التي حدثت فيها عملية استغلال وصل حد التزوير للبيانات والمواقف من قبل فصيل سياسي ضليع بهكذا قضايا ،مما اضطر بقية شركائه لتجميد نشاطهم في ذلك التكتل .
وهناك من يرى ان التكتلات السياسية ينبغي قصرها على قوى مدنية واستبعاد كل التظيمات المسلحة او المستقوية بالسلاح حتى تنجح التجربة ،
مع ان بناء التكتلات ذات الطابع السياسي من شأنه ان يفتح آفاق واسعة للحوار وفرصة لاستعادة الدور السياسي المفقود وبناء الثقة بين المكونات اذا ما وصلت القوى ذات الانياب في السلطة والتسلط الى قناعة ان المشاريع الصغيرة لامستقبل لها ،وعليها رفع اليد والتسليم بحتمية الدولة كخيار لارجعة عنه ،
بقاء الانتقالي خارج ذلك التكتل امر يدعو للاستغراب ، وواضح ان المخاوف بدات يتسرب إليه ،وهو ما يستدعي ازالة مخاوفه والسعي الحثيث لادماجه في التكتل عبر حوارات موسعة ،
والاهم خلق تفاهمات بين المكونات لضرورة انهاء حالة الغنيمة للدولة والمصادرة لمقدراتها واحتكار وظيفتها ،والبدء بايجاد الدولة النموذج في مناطق الشرعية تتولى وضع حد للتدهور الاقتصادي واعادة وتوفير الخدمات للمواطن .
ليس من مهام التكتل الاستغراق في قضايا الشأن السياسي لانهاء الاحتلال الناتج عن انقلاب المليشيات الحوثية ،وترك الانقلاب داخل الشرعية يعبث ويدمر كل شيئ ،فذلك ربما اخطر على الشرعية لانه يؤدي الى تآكل شعبيتها بل ومشروعيتها ايضا ....!
محاولة دس انف امريكا في الوقوف وراء العملية ليست محببة ولا توحي بمصداقية ،فالتكتلات شأن يمني اقتضته الحاجة ،ولكن هناك من يلعب لتوظيفها بما يسيئ للفعل السياسي.