وفاة قاهر الامبراطورية الابرز ومؤسس النضال السلمي في تعز ....؟!
عن عمر زاد عن المائة ،رحل المغفور له باذن الله تعالى الحاج/ (سعيد عبيد الصامت ) اكبر معمري ثعبات ،واحد مؤسسي النضال السلمي في انتراع الحقوق .
يوصف بانه قاهر الامبراطورية الابرز اامال والاعمال في تعز (بيت هائل سعيد) الذي خاض معهم معركة تقاض شرسة ،رفض خلالها اغراءتهم بالمال او مهادنتهم بتسوية تكفل له حظوة،
بل قالها في وجهوههم تاخذوا حقي بالقوة وتطلبون مني بيعها لا والف لا .....
جرت محاولات لاثنائه عن موقفه المتصلب تجاه بيت هائل الذي دخل معهم في نزاع حول اراض جرى ضمها واخرى كانت المحاولة حثيثة لشرائها .
بيت هائل دائما مطالبهم مجابة ،والناس يكنون لهم كامل الاحترام ويتقربون اليهم ،الا عمنا سعيد وقف لهم بالمرصاد ولعله كان الاستثناء داخل تعز .
لم يكن قويا ويمتلك نفوذ ، لكنه كان يمتلك ارادة الدفاع عن حقه رغم بساطته وتواضع مظهره ،
فكان قوي بتمسكه بحقوقه امام امبراطورية لطالما خضع الاقوياء لها.
لكنها فشلت امام العم سعيد ،
فقد تغلب علبهم واوقف تمددهم ، واستطاع الحفاظ على املاكه من الارض في الحي الراقي بالمجلية وفي مناطق كثيرة على غير عادة كثيرين باعوا وتمتعوا بمايملكون ،اذ يرى ان بيع الارض تساوي بيع العرض بحسب ما فهمت منه ذات مرة في غرفة باحد السجون ،
خلال الجلسة كشف لي مستوى حكام اليمن وتجربته معهم .
وعند ذكره للرئيس ابراهيم الحمدي عده استثناء،لمحت في وجهه علامة ارتياح وفي كلامه امتداح غير عادي من مواطن بسيط افنى جل عمره في لظى المحاكم وتعنت الحكام .
فقد قال انه تقدم بمظلمته الى الرئيس الحمدي ابان حكمه وتفاجأ ان الرئيس اخذ يقرا حكمه ويرد عليه في الحال دون انتظار ،ويضيف بالقول هذا كان حاكم صحيح ..
ووفق ما اذكر عنه ان تجاربه مع من سبق اوخلف الحمدي كانت مخيبه للآمال حد ما فهمت ، ففساد حكمهم القى بظلاله عليه وجعله يقضي سنوات طوال يبحث عن العدالة الغائبة في دهاليز قضائهم ،لكنه في الاخير ينتصر ..
واضاف الدولة الى عند الحمدي، اخذ (يشخط) بانامله خده للدلالة على عدم ارتياحه ،من اولئك الرؤساء البقية .
خضت معه حديثا شيقا وممتعا حول جوانب كثيرة - قبل اكثر من عقد ونصف - حينما جمعتنا زنزانة سجن عابر ،ووقفت معه حول جوانب عديدة ...
العم سعيد اشهر من نار على علم باسمه الثنائي سعيد عبيد فقط دون ان يحتاج لتعريف باسم ثالث وغالبا ما تضاف اسم مسقط راسه السائلة لمن اشكل عليه الامر .
عرف عنه تمسكه بحقه لايتنازل عنه ولايغفر لمن يتعدى او يسعى للاحتيال عليه .
صحيح انه قضى ثلثي عمره في المحاكم لكنه لم يتعد على حقوق احد فقط يدافع عن حقوقه ،ويحمي ارضه وممتلكاته،
يمنع الاخرين عن استضعافه ونهب حقوقه ،
لايشبهه في البحث عن العدالة، الدفاع عن ارضه غير الرئيس ياسر عرفات بنضاله في سبيل الارض ،
مع فارق بسيط ان عرفات بدا نضاله بالكفاح المسلح والعم سعيد كانت مسيرته كلها سلمية عبر القانون ،ربما لانه لم يرزق من الذكور سوى واحدا ،فكان حريصا على عدم اقحامه في قضايا النزاع حول الارض كما يرى البعض .
والاهم انه تمكن من حماية حقوقه بالطرق السلمية وعبر القنوات القانونية ،
فحينما يقف امام الخصم يرهبه رغم انه لايملك مالا يدفعه للحكام او للتوسط عندهم وكل ما يملكه صلابة الموقف وايمانه بانه سينتزع حقوقه بقوة الشرع والقانون .
كان يتعرض للقهر تارة والحبس والتعسف والتضييق احيايين اخرى لكنه لايابه لها ،فكان صنديدا في مواجهته ،تكمن قوته في تمسكه بحقه ورفضه لمنطق الصفقات ..
آه لو الجيل الجديد يتعلم من عمنا سعيد الذي كانت قوته في بساطته ،ولو ان الحكام يتعلمون منه بعضا من الصلابة والصبر والتمسك بالحقوق وعدم الانجرار وراء الصفقات لكانت البلاد بخير ..
رحمة الله تغشى آخر المعمرين ،وقاهر ابرز امبراطوريات المال والاعمال والمكافح في سبيل الانتصار لحقوقه وبالطرق السلمية ..
قد يستغرب البعض مما اسلفت لانهم اعتادوا ان نكون المواجه للكبار او ممن لهم صولات وجولات وهناك من يتبتى او يدعم لا رجلا عاديا وبسيطا للغاية ك عمنا سعيد ..
الذي اتمنى ان اكون انصفته ..
وفي الاخير نشاطر المهندس احمد سعيد احزانه في وفاة والده والعزاء موصول لجميع شقيقاته .