آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-10:40ص

الحوثي بعد سوريا والسعودية تعد المرابض

السبت - 07 ديسمبر 2024 - الساعة 01:02 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏إتفاق سعودي إمريكي على نشر قوات للولايات المتحدة ،على حدود السعودية الجنوبية المحاذية لليمن ، في ظل دعوات تشبه الفتوى من عبد الملك الحوثي ،تحث على التجنيد الإلزامي لكل من يستطيع حمل السلاح ،وهنا لا يستثني الأطفال اليافعين من محارقه القادمة .

هذا التواجد الإمريكي في السعودية على الرغم من حضوره التاريخي ،إلا إن قوننته بإتفاقية وعلى وجه هذه السرعة، يتقاطع مع التغييرات المتسارعة في المنطقة ،ومايجري من تضييق الخناق على التواجد الإيراني، بإعطاء الضوء الأخضر الإمريكي وان كان غير معلناً، لتدمير مكامن القوة الإيرانية ماقبل الأخيرة في سوريا ، لتكتمل الحلقات وترسم النهايات في اليمن.

مايحدث من زعزعة أسس نظام دمشق ،قطعاً له وقعه المعنوي المادي لدى جماعة الحوثي ، حيث القرار الدولي لايرسِّم الحدود بين أدوات إيرانية حميدة يمكن التعاطي معها، وفتح جسور التواصل السياسي مع قياداتها، وأخرى شريرة يجب إستئصالها ،فالقرار يأخذ طابع الشمولية ولايميز بين حزب الله وسوريا وبين المليشيات العراقية وجماعة الحوثيي ، ففي الحرب المفتوحة السقوف هناك توصيف واحد : لي ذراع إيران وقذفها خارج المصالح الجيوسياسية الإقتصادية لإمريكا وعموم الغرب، وهنا يستوي جميع الوكلاء وتُجمع ترتيب الأولويات بأولوية جمعية واحدة الأذرع أولاً .

الحوثي ينتظر دوره وربما يستبق مصيره، بقفزة هروبية إلى الأمام بالتصعيد الداخلي وتهديد الجوار ، قرار لم يعد بيد صنعاء بل هو رهن الحسابات الإيرانية ، في حال قررت طهران الدخول على خط الحرب السورية ، وجوبه هذا التدخل برد فعل مسلح إمريكي إسرائيلي واسع النطاق ، فإن الحوثي هو الخيار الأفضل لكسر طوق الحصار عليها ، باستهداف منشآت النفط وتوسيع عملياته في البحر الأحمر والمضائق المائية الدولية، ضربات حوثية ربما توسع مساحة المخاطر ، وتفرض التعاطي مع إيران كقوة مؤثرة في خارطة الصراع الشرق أوسطي.

مالا تدركه صنعاء إن إيران على قائمة الإحتواء ،وإن تكسير أذرعها خطوة سابقة لأي مواجهة معها ، وإن الحوثي بعد سوريا هو النقلة التالية على خارطة الصراع.

السعودية تعد المرابض للتواجد العسكري الأمريكي في أراضيها ،تستبق التوقيع على إتفاقية الدفاع العسكري الأمني المشترك مع واشنطن ، بفتح حدودها الجنوبية للعسكرية الإمريكية، لتأمين داخلها تحسباً لتداعيات الأسوأ.

إنخرطت علناً أو لم تخرط في المواجهات المصيرية للمنطقة ، تبقى السعودية هي ورقة ضغط إيران المثلى ، ولتفريغ هذا الضغط تبارك الرياض كل عملية ، تحرر خاصرتها من قبضات الحوثي، تدعم الرياض هذا التوجه بسخاء وإن لم تفعل ذلك علناً.