أنا مع وحدة الصف التي يتحدثون عنها في هذه الأيام، وسوف أتوقف عن مهاجمة أي طرف مع الشرعية شريطة توقف الفساد، والسرقة، والبلطجة. أما إعطاء شيك على بياض لبعض المكونات التي أثخنت فينا جراحًا وفسادًا وسرقة وبلطجة، ولا تزال ماكنتها تعمل بنفس الوتيرة، فهذا مسار تهارجي تحركه أطراف كامنة في السوق، تتقن استراتيجيات التهارج والتموضع والتلون بحسب الأحداث المستجدة وحجم الضغوط.
هذه الأطراف تستخدم المغالطات المنطقية مثل "وحدة الصف" والعدو المشترك لتثبيت أقدامها وفسادها وغنائمها، عبر تحالفات جديدة وبشعارات جديدة. هذه الشعارات منذ سنوات سمعنا شيئًا منها أو ما شابهها، والشعارات لا تبني وطنًا قد يتم صياغته أو "لوكه" إعلاميًا.
الذهاب إلى المغالطات والشعارات له أهداف غير بريئة، أولها تثبيت المغانم لكل طرف من أطراف الشرعية، وثانيها وقف كل الأصوات والأقلام التي تنقد الفساد في الحكومة والأحزاب والجماعات والكيانات. وعندما تقول شيئًا من ذلك سيخرج إليك كرت أحمر مكتوب عليه "وحدة الصف، أنت تشق الصف."
توحيد الصف يعني وقف الفساد واستغلال القوة والناس جميعًا بالريال أو بالدولار، وبداية تصحيح وضع الإدارة والمال وكف البلطجة. "التصفية قبل التحلية."
التصفية تعني أنكم اقتنعتم أنكم رجال دولة وليس شلل انتفاع واستئثار. توحيد الصف يعني مصفوفة التزامات نريد رؤيتها والبدء فيها فورًا، الآن، وليس غدًا.
قد نسامحكم فيما سرقتم أو أفسدتم، لكن نريد المستقبل فقط، توقفوا الآن فقط.
أما الهروب إلى الأمام لكي توقفوا الانتقادات عنكم تحت شعار "توحيد الصف"، فذلك مخاتلة، أو هروب من استحقاق، أو تكميم أصوات. أو لأن البعض وجد أن هناك متغيرات إقليمية تستدعي التكتيك، فذلك أيضًا خداع ماكر. لن يمر علينا، فقد علمتنا الأيام دروسًا بليغة، وجروح آثارها لا تزال تنزف. لقد سرقتم ولازلتم، وتريدون إكمال مسيرتكم ومنعنا حتى من حق التأوه، حق الشكوى، والوجع، والهمس.
أيها الماكرون، تعاطفوا مع ما تبقى من إنسانيتنا، فقد أخذتم كل شيء وتريدون توحيد صف فسادكم ونحن نصفق لكم، هذا لن يكون.
سنوقد جيلاً أبياً يقاوم ما تفسدون،
يبول وقوفًا على كل ما تسطرون.
أنا مع كل صف له استراتيجية بناء وطني، ولست مع صف يسرق وينهب ويتبطلج "فشغترته" أفضل من توحيده.
وأنا له "لمشعترون".
هاتوا دليلاً واحدًا نراه ونصدقه ونحن معكم أيها الموحدون. معكم عملًا وقولًا.. لا شعارًا وتدثرًا.
فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
عبدالستارسيف الشميري
#الشبزي