شكاوي الناس للمحافظ،،،، غالبية محطات تحلية المياة تتسم بعدم المصداقية والتقصير، " ومالكوها " يبررون جريمتهم لتغطية الرشاوي التي يجبرون علي دفعها!!!.
يستطيع المرء بالملاحظة التثبت من إفتقار معظم محطات تحلية المياة بمحافظة تعز - جنوب غرب اليمن - لأبسط معايير النظافة ، ناهيك بعدم التزامها بالمواصفات القياسيّة اليمنيّة الخاصة بالمياه المعالجة جزئياً.
وبالمقابل " انتشرت في حواري تعز المدينة و بشكل واسع معامل عدّه مجهولة الهويّة وغير مرخصة تقوم بتصنيع المياه وتعبئتها، من دون التزامها بأدني المواصفات والمعايير. ليتم توزعها على الأسواق بأسعار منافسة ورخيصة لتجني أرباحاً باهضة .
ويدور كلام كثير عن ميل متنفذين من العيار الثقيل إلى صفّ مالكي محطات تحلية المياة المخالفة متسببين بأضرار جسيمة علي صحة المواطنيين
وهذا ما دفعنا للمضي في سماع وجهات النظر المختلفة للوصول إلى حقيقة ما يجري، أو على الأقل إلى شيء منها...!!!
حيث يشكو المواطنين من عدم مصداقية وتقصير محطات تعبئة المياه في توفير المياه الصالحة للشرب ، وبانها تعبئ المياه على هيئتها دون تغيير في طبيعتها وخواصها ،...
مؤكدين في لقاءات صحفية متفرقة أجريتها مع عددآ منهم " أن بعض المحطات تستعمل أجهزة معالجة المياه ديكوراً لاستثماراتهم ، و أنّ بعضآ منها انتهى عمره وصلاحيته.!!!
موضحين " بإنّهم لا يهتمون باختيار نوع المنتج عند شرائهم المياه. وعند سؤالهم عن نوع المياه المنتشر في الأسواق، أجاب 70 % منهم ، إنّها مياه مجهولة المصدر. ،و لا يعرفون إذا كانت محطات معالجة المياه تلتزم بمعايير النظافة المطلوبة أو إذا ما كانت خاضعة للرقابة.!!
ومن ابرز سلبيات تلك المحطات ان وصل الحد بأحد المواطنين إلى القول إن محطة حارته تبيع مياهاً وفيها أحجار صغيرة جدا .!!
بينما شكا عدد آخر من المواطنين أن بعض المحطات تقوم بالفعل بتعقيم المياه ومعالجتها لكنها تفقد بعض خواصها الطبيعية فبعضها تكون ثقيلة وبعضها مالحة والبعض الآخر تطغى عليها رائحة وطعم الكلور.....
وسخر أحد المواطنين من محطة الحي الذي يسكن فيه بقولة : أن المحطة تحولت إلى مجلس لتناول القات والسيجارة والشيشة والشمة لشباب الحي حيث يتجمعون فيها.!!!
وقال آخر : إن في الحي الذي يسكن فيه محطتان ولكنه يذهب لتعبئة المياه بسيارته والسبب على "حد تعبيره " الارتياح النفسي الذي لمسه في النظافة الشخصية للعاملين في المحطة حيث أنهم يلبسون زياً موحداً يشمل القفازات والكمامة وغطاء الرأس والقدمين وأيضآ الأخلاق في التعامل وهذا ما تفتقده محطات الحي الذي بسكتة ...
كثيرون ممن التقيتهم في هذا التقرير " يعرفون أنّ هذه المياه تساهم في نقل بعض الأوبئة والأمراض كالكوليرا، لكنهم ، لا يتخذون التدابير الوقائيّة التي توجب عليهم التدقيق في جودة المياه التي يشربونها ومطابقتها المواصفات والمعايير المطلوبة
ولعل ذلك ابرز ما لمسته من سلبيات على لسان المواطنين..
بعدها زرت ما يقارب 8 محطات في مختلف أحياء تعز المدينة واغلبها لم اجد فيها سوى العمال الذين لا يعرفون تفاصيل المحطة باستثناء البيع وتعبئة المياه للمواطنين فقط ، أو يمتنعون عن الحديث معي واغلبها كانت تبدو مرتبة ونظيفة ولمست ارتياح المواطنين إزاءها باستثناء محطتين أو ثلاث سيأتي ذكرها لاحقا...
ومن ضمن المحطات التي زرتها محطة ( م ص ،أ) والتي منذ ان دخلتها لم اجدها مرتبة كما هي المحطات الأخرى بل لا تبدو بقدر النظافة المطلوبة وعند إستفساري من العامل إزاء الاهتمام بالمحطة ومظهرها الخارجي ، أكد لي انه مجرد عامل، وبعد تذوقي بطرف لساني للمياه أجرى اتصالاً هاتفياً ثم قال : انه مالك هذه المحطة، فقمت بسؤاله عن المعايير والمقاييس التي يتم وضعها لوحدة المعالجة حتى يخرج الماء بجودة عالية.؟!؟
فأخبرني " أن هذه المحطة تم إغلاقها لمدة شهرين بسبب أن الماء كان شديد الملوحة والسبب في ذلك أنهم عند تركيب وحدة المعالجة التي تم شراؤها بستة ملايين ريال يمني استخسروا دفع أجر المهندس المختص لفحص المياه لضبط تلك الأرقام والمواد التي تجعل الماء على هيئته وطبيعته وبعد الإغلاق شهرين تم استدعاء المهندس وتم ضبط المواد ومقاييسها والمعايير والآن جودة المياه ممتازة مع ملاحظتنا أن المياه لا زالت مالحة بعض الشيء!!!
و هذا ما أكده لي احد سكان الحي بعد خروجي من المحطة قائلاً” قبل الإغلاق وبعد الإغلاق والله ما تغير شيء نفس الماء المالح ” !!...
ومن ضمن الأسئلة التي سألتها العامل أو المالك، كم هي مدة تغيير الفلاتر الخاصة بوحدة المعالجة؟!؟ فكانت الإجابة أن الفلاتر الخاصة بالمحطة من النوع الأصلي ولم يتم تغييرها حتى الآن...
محطة آخري " لمست إزاءها إستياء المواطنين الذين أخبروني قبل الدخول اليها أن صاحب هذه المحطة يقوم بالضحك عليهم بعدم تشغيل وحدة المعالجة في بعض الأحيان، وقد لاحظ المواطنون أكثر من مرة أن الماء ملوث وله رائحة مزعجة.، وعندما تحدثوا إلى صاحب المحطة قال لهم ” لا توجد محطة تظل وحدة المعالجة فيها عاملة على مدار الساعة كون ذلك يتسبب في كلفة عالية في فاتورة الكهرباء”.
وعند دخولي المحطة ذاتها التقيت العامل الذي سارع بالاتصال بصاحب المحطة والذي جاء على الفور كونه يسكن بجوار المحطة وبالتأكيد أنكر ادعاءات المواطنين بقوله “إرضاء الناس غاية لا تدرك” .
وفي البداية سألت - صاحب المحطة عن طريقة عمل المحطة فأخبرني انه يتم شراء الوايتات وتعبئتها لخزانات المحطة ثم تتم معالجتها وتنقيتها بواسطة التعقيم بالكلور والأشعة فوق البنفسجية وبعد ذلك تتم مرحلة التحلية وهي معادلة الأملاح ثم تكون جاهزة للبيع.
وبالمجمل اكد مالكوا تلك المحطات " إنّ بعض المراقبين الحكوميين يتحملون الجزء الأكبر من عدم التزام محطاتهم بمعايير النظافة والمقاييس والمواصفات المطلوبة، فهم يتقاعسون عن أداء مهماهم الرقابيّة لقاء رشاوي ماليّة ، متجاهلين بذلك تجاوزات قد تعرّض صحة المستهلكين للخطر..
مضيفين " بأنهم يعانون من ابتزاز واضح من قبل سماسرة قيادات محلية و تنفيذية و يضطرون إلى دفع رشاوى ماليّة حتى لا يزجّوا في مشكلات مفتعلة لا نهاية لها....
وقالوا : بأنهم وجدوا انفسهم يسبحون في سيل من المشكلات والتهم الباطلة بسبب رفضهم دفع رشاوي ماليّة ،لرغبتهم في تسيير مخطاتهم بشكل قانوني. طبقآ للمواصفات القياسية
و يؤكد أحد القضاة ـ امتنع عن ذكر اسمه لاعتبارات أمنيّة، أن أيّاً من قضايا محطات المياة المخالفة لا تصل إلى المحكمة، وما يصل عادة، يكون المتورطون فيه أشخاص بسطاء دفعتهم الحاجة والظروف الاقتصاديّة السيئة للقيام بانشاء معامل تعبئة القنينات البلاستيكية ، أما تلك القضايا الكبيرة التي قد يكون المتورطون فيها نافذين أو تجّار، فلا تصل إلى المحكمة.
" والله غالب علي امره "
( محرم الحاج )
( محرم الحاج )