لانحتاج لكثير من العبقرية والذكاء لنرى المشهد القادم بسوريا بوضوح ،فهاهي اسرائيل تعربد وتقصف وتدمر وتحتل وتقتطع اراضي سوريا بكل اريحية على مرأى ومسمع كل العالم..
قبل عقدين ونيف من الزمان قامت امريكا بغزو واحتلال العراق واسقاط نظامها ورئيسها ودولتها وجيشها،واغتيال علماء العراق ٢٥ الف عالم ذرة عراقي تم تصفيتهم وعربد الامريكان بالعراق وعاصمته بغداد وقاموا بااجتثاث حزب البعث والدولة الوطنية العراقية،وبدائوا بتأسيس اولى لبنات الشرق الاوسط الجديد واسرائيل الكبرى ،وبشروا العراقيين والعرب بتأسيس الفردوس المفقود ببلاد الرافدين ،وذلك باسقاط الانظمة الدكتاتورية واستبدالها باانظمة ودول ديمقراطية عصرية حديثة...
ولكن النتيجة كانت عراق طائفي تحكمه جماعات الاسلام السياسي الشيعية،مرتهن لايران وامريكا ،غارق بالفوضى والفقر والجهل والعطش والجوع ،وازدهرت التنظيمات الدينية المتطرفة القاعدة وداعش ونفذت خلال العشرية الاولى ونصف الثانية بعد سقوط نظام صدام حسين ،مئات العمليات الانتحارية تفجيرات وعمليات انتحارية شبه يومية سفكت دماء العراقيين قتلت مايقارب مليون عراقي ،وبعد سقوط بغداد واحتلالها من قبل امريكا ،حتى القضاء على تنظيم داعش الذي تم تسليمه الموصل وعدد من المحافظات العراقية عام٢٠١٥م..
قبلها تم تنصيب طبقة سياسية تافه تقوم على اساس المحاصصة الطائفية محصورة بالمنطقة الخضراء تحكم العراق بالوكالة كدمئ،وتنهب خيراته وتجوع شعبه هي الافسد والافشل بالتاريخ...
حتى وصل بهم الحال الى السكوت عن قطع تدفق مياة نهري دجلة والفرات من قبل تركيا ،حتى جف النهرين وعطشت بلاد الرافدين ،وقبل عدة اشهر زار الرئيس التركي اردوغان بغداد وابرم مع الحكومة الطائفية اتفاقات مجحفة النفط مقابل الماء والسماح بفك السدود التركية ليعود تدفق نهري دجلة والفرات..
اما ايران فقد كانت هي الوصية والوصى على امراء الطوائف بالعراق...
وبعد اسقاط الجيش العراقي وحله وتفكيكه ، غرس النظام الطائفي بالعراق وجرى محاصصة السلطة بين الشيعة والسنة والاكراد ،على نفس الانموذج الطائفي اللبناني،وبعد تدمير الدولة الوطنية بالعراق وحل جيشها وحزب البعث الحاكم ،افتتحت شهية امريكا والغرب الاستعماري لتعميم الفوضى الخلاقة والانمؤذج العراقي على كل الجمهوريات العربية لارساء دعائم الشرق الاوسط الجديد الطائفي المفكك المرتهن لاسرائيل وكيل الاستعمار ،فتم اسقاط الانظمة والجيوش والدول والجمهوريات العربية بليبيا واليمن والسودان واخيرا وليس اخرا بسوريا ،بعد ان قاومت الاخيرة مشروع الشرق الاوسط الطائفي الاسرائيلي ١٤ سنة وهي تقاتل ٦٠ فصيل اسلاموي ارهابي متطرف مدعوم بالمال والسلاح من كل زناة الارض من امريكا وتركيا وقطر والسعودية والامارات وبريطانيا وفرنسا ،وبعد ١٤ سنة سقطت اخر قلاع العروبة دمشق وسلمت للتنظيمات والجماعات الارهابية القاعدية والداعشية بكل خفة وسط تصفيق وفرح وزغرطة قطاع كبير من النخبة المثقفة بالعالم العربي ،الذي يسوقوا ابومحمد الجيلاني زعيم تنظيم القاعدة ببلاد الشام والتي كان اسمها بالامس القريب جبهة النصرة وتحولت بقدرة قادر الى جبهة تحرير الشام ،وتطور الجيلاني من ارهابي مطلوب امريكيا الى قائد الثورة التحررية التقدمية احمد الشرع..
ويتم تسويقه من قبل الاعلام النيولبرالي وابواقه العرب وتلميعه بااعتباره بطل عربي وقائد ثورة تحرر وطني ضد الاستبداد والدكتاتورية..
ويسوق انه اجرى مراجعه لكثير من افكاره المتطرفة وصار قابلا ومعتنقا للقيم النيولبرالية الجديدة بلحيتها القاعدية وهي حرية المرأة وحقوق الاقليات وتقبل الاخر المتمثل بالمسيحيين وبقية الطوائف ..
ولكن الواقع يقول عكس ذلك ،فها هي قناة سوريا الاخبارية الرسمية التى كانت مملوكة للدولة السورية تبث اليوم اناشديد المجاهدين الاسلاميين المتطرفين وتغطى شاشتها على مدار الساعة مشاهد لذوي اللحى الغانمة وهو يتبختروا بانتصاراتهم المزيفة ..
وجرى غض الطرف وتجاهل ماتقوم به اسرائيل من احتلالات واستيلاء واقتطاع للاراضي السورية وقصف وتدمير كل الاسلحة الثقيلة للجيش العربي السوري وقصف البنية التحتية للشعب السوري وابرزها المطارات والموانئ والطائرات ومجمع البحوث العلمية ،بل ان الجيلاني وبقية الفصائل يتعهدوا بملاحقة كبار ضباط الجيش السوري ،واسرائيل تقصف الجيش السوري وتدمر سلاحه الثقيل وتدمر كل البنية التحتية للشعب السوري بغارات جوية هي الاوسع بالتاريخ حسب اذاعة الجيش الاسرائيلي!!!
صفوة القول اني ارى المشهد واضحا امام عيني الشرق الاوسط الجديد يقتضي تدمير سوريا ارضا ووشعبا وانسانا ،وحل جيشها ودولتها ، وتصفية علمائها ومؤسساتها وعقولها ،واغراقها بحروب طائفية اجرامية وتدمير كل البنية التحتية ، وغرس النظام الطائفي والدولة الطائفية والمحاصصة الطائفية،وبنفس الشكل ونفس الطبعة التى جرى تطبيقها بعراق مابعد صدام حسين..
والفارق سيكون ان العراق سلمت لايران ،واذنابها جماعات الاسلام السياسي الشيعية ،اما سوريا فستسلم لتركيا واسرائيل وجماعات الاسلام السياسي السنية القاعدية...
والشرق الاوسط الجديد واسرائيل الكبرى يقتضي تعميم الانمؤذج على بقية دولة المنطقة والدور القادم على مصر وجيشها وشعبها والسعودية والامارات ..
ولاحلق ابن عمك بليت..
المسألة قضية وقت فقط..
ومن عاش خبر..