آخر تحديث :الخميس-12 ديسمبر 2024-10:52م

سوريا نحو نبش القبور

الخميس - 12 ديسمبر 2024 - الساعة 07:58 م

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


لم يبق لسوريا لتاكيد ثوريتها بعد فتح السجون غير خطوة نبش القبور ،والتاكد من وجود رفات رموز الدولة السورية ،التي وقفت حائط صد ضد مشاريع الاستسلام ردحا من الزمن ..

عاصمة الاموين لها ارث في النبش والاحراق تشفيا برفات الحكام في غابر الازمان ..

فقد ورد في الاثر ان عاصمة الاموين شهدت حالة نبش كبرى للقبور واحراق للرفات ،اثر سقوط البيت الاموي من الحكم على يد معارضيهم انصار الحكم الجديد من غير العرب ،

حتى جرى التنكيل بكل ماهو اموي او يرتبط بعلاقة مع نظام الحكم البائد ،

شبع انصار الحكم الجديد من التشفي برفات حكام بني امية عدا واحدا كما تحكي روايات التاريخ انه الخليفة عمر بن عبدالعزيز ..

لم يخف التاريخ الثار السياسي للبيت القرشي ،وكيف جرى تصفية الفرع الهاشمي لابناء عمومتهم في الفرع الاموي الذين اغتصبوا الحكم وحولوه الى ملك عضوض ..

ويبدو ان سوريا بحلتها (العثما داعشية) تسير في هذا الاتجاه ،ليس لان العرب سجيتهم دوما الحقد لاكلهم لحوم الابل والثار لغرقهم في البداوة بل لان هناك من يوظف مقتضى الحال ،للتغطية على مايعتمل في الداخل ومايتم تنفيذه من اقتطاع للارض وعبث في الوطن .

هناك حاجة لصرف الانظار عن الغزو للبلاد باشغال العوام بقضايا تافهة وجرهم للجدل العقيم حولها وهي اشبه ماتكون بالخرافات التي لايصدقها عقل ولا يسندها منطق .

لايهم السوري (الثائر) ماحل بوطنه من انتهاك للسيادة او تقطيع اوصاله وسلخ اجزاء منه لتحلق باعدائه التاريخين ،بقدر اهتمامه بترويج الاشاعات ظنا منه انه ينتصر لحاضره ويؤمن مستقبله .

هذا الثائر الذي صار يحمل الهوية التركية غالبا لايهمه ان تذهب دولة وطنه سوريا الى التمزق والجحيم ،وهي التي ترعرع وحصل على الخدمات الطبية والعلاجية والتعليمية والسكنية وغيرها مجانا ،

لايعرف انه بعد اليوم لن يجد دولة الخدمات ،لان ثمة تحول سياخذ سوريا الدولة الراعية الى الحالة الجديدة تتخلى عن دورها في اعالة شعب الى اعالة حفنه من اللصوص ،

والجارة الشقيقة العراق اكبر شاهد ودليل وهي بلد ثاني منتج للنفط وسكانها بلا خدمات ومواطنيها بلا معيشة تتناسب وبلدهم المنتج للنفط ..؟!

ليبيا هي الاخرى كان الطالب الليبي يبتعث لارقى الجامعات، ومنحته المالية لاتقل عن خمسةآلاف دولار شهريا للكالب الواحد ،الذي يسكن في فلة ،

وكان سفراء لبعض الدول يحسدون الطالب الليبي ،بل ويتمنون لو كانوا طلابا للجماهيرية العظمى التي اسقطها الناتو وجحافله ،

غير ان كل اسرة في ليبيا تحصل على حصتها من النفط بمايسمى الدخل القومي عبر معونات شهرية ،

اليوم يتضورون جوعا بفضل ثوار الناتو طبعا ،وسيلحقهم ثوار سوريا الذين مازالوا في رحلة بحث عن سجون النظام ومقابر عائلة الاسد ...