إن الذين يمضون جل حياتهم في ذم القضايا الوطنية والتقليل من شأن قادتها، يمتلكون قدرة عجيبة على التحول إلى قادة ما بعد الثورة.
الثورة تشبه رواية لها أبطالها، لكنها تختلف باختلاف من يكتبها؛ فهناك من يصيغ لها نهاية جميلة تلهم القارئ، وهناك من ينحدر بها إلى خسارة وهزيمة تنكسر معها الأحلام.
الثورة ليست سوى فكرة وحلم، لكنها تبقى مطمعًا للّصوص الأذكياء الذين ينتظرون لحظة انقضاضهم عليها، تمامًا كما يسرق الموت «عروس» في ليلة زفافها.
الثورة هي حياة، لكنها دومًا مهددة بالموت الوحشي. لذا، فإن الحفاظ على أبطالها يجب أن يكون أول أهدافها. الثورة التي تتخلى عن أبطالها ليست ثورة حقيقية، بل هي مجرد ليلة حمراء على فراش متسخ.
- من صفحة الكاتب على اكس