آخر تحديث :الأحد-13 أبريل 2025-10:37ص

"مدري" سنام التجاهل

الأحد - 13 أبريل 2025 - الساعة 01:41 ص

مصطفى ناجي
بقلم: مصطفى ناجي
- ارشيف الكاتب


"مدري" الحوثية التي جوبهت بسخرية عارمة هي ذروة اللامسؤلية واللامؤسسية والتحاذق محدود المدى. في لحظات الأزمات الكبيرة التي تواجه الأمم، يكون للتواصل من طرف مؤسسات دولتية دور فاعل إذا توافر على قدر من التطمين وامتصاص الصدمة وامتلك القدرة على توحيد المجتمع. لكن الحوثية تتبدى مع الوقت انها ليست دولة. هي لا تستطيع ان تكون دولة رغم الفرص التي منحت وتوفرت لها.

الموارد المالية التي بيدها اضعاف ما لدى خصومها، والكتلة السكانية التي تقع في مناطق سيطرتها اكبر او كانت اكبر ومنها ورثت شيئا لا يبنى بيوم وليلة وهو كوادر وافراد جهاز الحكومة ومؤسسات الدولة .


مع هذا فضلت الحوثية ان تستمر بأداء ميلاشوي بالكنى المتخفية والتهرب من المسؤولية وازدواجية مؤسسات. وهذه تقود إلى هدر الفرص وفساد وصناعة احقاد وسوء توزيع للثروة وفقدان للرافعة الجماهيرية. الرافعة الجماهيرية ليست الحشود. انها شيء آخر. انها عقد شفاف غير مرئي.


الحرفية في التواصل دون شرعية ومقبولية تعطي نتائج عكسية. الحوثي فكر بطريقته المعهودة النكائية في أن إخفاء اثر الضربات ليحرم امريكا شرف تحقيق أهدافها بعدم الإعلان عن الخسائر، لذا أمرَ بتفعيل "مدري" وتجاهل أن غياب المعلومات وأن كانت غير صحيحة كلياً يزيد من شكوك الناس.


"مدري" ليست تكتيكا انما هي إضمار مكثف للتجاهل. وكذلك الحال. التجاهل هو الكلمة الآمرة في ذهن الحوثية. فهي تجاهلت حياة اليمنيين ومستقبلهم. تجاهلت تعدد اصواتهم وتنوعهم. تجاهلت رغبتهم في الذهاب إلى المستقبل ومغادرة الماضي العنصري والطائفي.

تجاهلت حقوقهم.


مصطفى ناجي


#عالسريع

من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك