آخر تحديث :الثلاثاء-17 ديسمبر 2024-01:32ص

من هو البديل لبشار وحسن؟

الإثنين - 16 ديسمبر 2024 - الساعة 09:53 م

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


بعد سقوط أعمدة مشروع حلم دولة الملالي العلوية، في دمشق وبيروت، وضياع وتبدد استثمارات نصف قرن لنظام الملالي فيهما، ما هو السيناريو القادم لمنطقتنا العربية؟

بلا شك، أن هناك استماتة إيرانية على البقاء في المنطقة العربية، وعدم الخروج منها بسهولة، ولم يعد أمامهم من خيار لضمان بقائهم إلا تدعيم قوة ونفوذ الحشد الشعبي في العراق، والنفخ المضاعف والمركز في النتوء الطائفي في اليمن.

وبالفعل، تسعى حاليًا الجماعة الحوثية بكل السبل والوسائل لتقديم نفسها بديلا ووريثًا موثوقًا لتلك الأعمدة التي سقطت مؤخرًا.

تعلم الحوثية أن إيران اليوم كضبع جريح، يضاف إلى أن هناك دولا أجنبية غاضبة لفقدانها نفوذها في المنطقة؛ التي فقدته بزوال نظام بشار، وتعلم الحركة أنهم على استعداد كامل لتسخير كل إمكاناتهم لتدعيم بقائهم المؤثر في المنطقة العربية، والثأر لما حصل لهم مؤخرا، عبر مضاعفة دعمهم لها والوقوف خلفها بشكل أكثر من السابق.

ولذا؛ تحاول (الحوثية) أن تجذب وفرة دعم تلك الدول إليها؛ لتُمثل البديل الوحيد والعمود الأوحد لمشروع حلم بناء دولة الملالي العلوية في منطقة شبه الجزيرة العربية.

إذا لم يتحرك مجلس القيادة الرئاسي اليمني اليوم بكامل قوته وإمكاناته، لإجهاض تلك المساعي السوداء، فحتمًا سيتحول اليمن إلى بركان نشط؛ يحترق بحممه الجميع، وسيتسبب بإطالة مدة معاناة اليمنيين، وبقائهم في النفق المظلم، بعد أن لاح ضوء خافت في نهايته.

لن تستقر منطقة شبه الجزيرة العربية وفي جزء منها بقايا لمشروع حلم الدولة العلوية الكبير، الذي وضع حدوده الخميني قبل وفاته، والتي تبدأ من إيران ثم العراق، مرورًا بسوريا ولبنان، حتى اليمن، بهدف أخير؛ هو السيطرة على مكة والمدينة، لترفرف بعدها راياتهم السوداء في كل جزء من شبه الجزيرة العربية.

تذكروا: المنطقة العربية تعج بإشكالات كثيرة، إلا أن هناك مهددًا وجوديًا واحد، فالمد الطائفي الإيراني مهدد لعروبة المنطقة، ولوحدتها الدينية، ولهويات دولها الوطنية.