آخر تحديث :الثلاثاء-17 ديسمبر 2024-03:13ص

إجماع دولي على إنهاء الحوثي: معركة فاصلة لإعادة رسم خارطة اليمن

الثلاثاء - 17 ديسمبر 2024 - الساعة 01:12 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


‏وزير داخلية الحوثي :المرحلة التي نمر بها خطيره.

الطيران الأمريكي البر يطأني يهاجم التحيتا في الحديدة.

قائد القيادة المركزية السابق يذكِّر بأولوية واشنطن في تدمير الحوثي أولاً، قبل الإجهاز على إيران، ويصفه بذراع طهران الأخير.

إستمرار الحوثي في عمليات حفر الأنفاق تحسباً لعملية واسعة النطاق ،تتخطى المناوشات القابلة للإحتواء ، إلى عملية قلب الطاولة وإعادة رسم خارطة جديدة لليمن ،تقوم على مفهوم سلام القوة ، تكون فيها الدبلوماسية نقلة أخيرة مترجمة لنتائج الميدان .

ليندر كينج مبعوث الإدارة الأمريكية إلى اليمن، يؤكد إتخاذ بلاده تدابير أممية لمنع وصول السلاح للحوثي ، كخطوة ضرورية لتجفيف عملية إستبدال الفاقد ،بعد تدمير مخازن وترسانة الحوثي، بحرب غير مسبوقة تتخطى التقليدية ، حرب تحيل مناطقه إلى جحيم وترسل قياداته الى الآخرة، إسرائيل في قلب الصورة .

التفاعلات تتضافر ،وتجميع مؤشراتها تفضي إلى يقين بأن هناك إجماع دولي إقليمي، بضرورة إستكمال ملامح منطقة خالية من النفوذ الإيراني ، مجردة من أحصنة طروادة المحليين، وإن آخر هذه الأدوات جار عملية خطة تصفيتها ،وشل يدها وتدمير قدراتها في اليمن.

طهران ربما لا تتخلى كلياً عن أذرعها ، ولكنها تعيد رسم تصوراتها، ولا ترى مايمنع العودة ثانية إلى البدايات ،بالتغلغل التدريجي سياسياً بدلاً عن المسلح الصاخب ، والإمساك بمفاصل الدول من داخلها بعملية سياسية ، تنحني أطراف إيران المهزومة بقوة التداعيات ،قليلاً كي تمر العاصفة ،تقبل بالمتاح من المكاسب ولكنها -إيران- تشتغل بعقلية صانع السجاد بنفسه الطويل، ورؤيته للوحة المنطقة الكامنه في عقله السياسي غير المعلن ، لوحة يشتغل على نسج خيوطها وغزلها بتأن وصمت مطبق، وهو ما أوصى به أخيراً الإيراني لجماعته في اليمن ،بالقبول بأي تسوية مهما كانت ضآلة حصة الحوثي فيها، لأنه يدرك جيداً إن المعطيات قد تغيرت، وإن رفض عروض الراهن يستحث على الإطاحة ولاشيء غيره .

وفي تتبع المؤشرات ودلالاتها ، ماكان لسلطنة عمان أن تبحث الإستجابة للمطلب الأمريكي بطرد ممثلي الحوثي من أراضيها، بناء على ضغط واشنطن ، مالم تكن على يقين إن حجم التغييرات القادمة، تسقط من يدها رغماً عن إرادتها ورقة الحوثي ، وإنّ الإقتلاع لا الترويض قرار دولي لا جعة فيه.

نسقان يمشيان بخطى مكملة لبعضهما : تفاهمات الداخل وقرار الخارج ، ويفضيان إلى إن القادم يحمل عنوانه الحاسم ممنوع الفشل ، وإغلاق كل أسباب الإختراقات والصراعات الداخلية ، وإعادة رسم الأولويات حيث لا أولوية للقوى المؤتلفة تفوق الخلاص من الحوثي ،مع ضرورة التخلص من إدارة الصراع بعقلية الكمين ، وإستبداله بوضوح مسبق، يغطي كل تفاصيل دولة مابعد الإطاحة ، وخارج التعاطي مع أطراف التحرير بذهنية إنتهازية ، تنتقل بعد إستعادة الدولة إلى تفجير الحروب البينية ،والعودة ثانية لسياسة الضم والإلحاق والإستئثار بجغرافية الثروات ،وتجميع السلطة والقرار والثروة بيد لون واحد، وكأن الأطراف الأُخرى ليسوا شركاء بل بنادق للإيجار، بعد تنفيذ المهام الخاصة بهم يمكن تسريحهم وإقصائهم .

القوات الجنوبية رأس حربة التغيير القادم مع كل القوى ، ومشروع حاملها السياسي في مقدمة أجندة صياغة العقد الإجتماعي الجديد، وعدالة قضيته في صميم جدول أعمال طي ملف الحرب إلى غير رجعة، وهي نقطة مفتاحية متفق عليها .