شاهدت الحلقة الأولى من مسلسل معاوية، وإنكسرت مرتين، فأولاً: حشره مع والده في الذهاب الى الشام مع قافلة مكة التي سببها كانت معركة بدر، ثم إغفال معركة بدر وإنتصار المسلمين،في بدر.
كان معاوية حينها مراهقاً ولا أي مصدر تأريخي أثبت ذهابه للشام،وهذه مغالطة،وكذلك أغفال معركة بدر التي انتصر فيها النبي لصالح معركة أحد التي أنتصرت فيها قريش، ومشهد معاوية قبل معركة أحد وهو يتحدث مع يزيد ورغم طفولته يتهدد محمد بالهزبمة،ويزيد ينبهه كالخائف أن في المعركة، فيها حمزة وعلي!
لماذا لم يقل له : وفيها صناديد يثرب وقريش، أو حمزة وسعد ؟
لا داعي لذلك المشهد،الذي يراد منه خفض مكانة معاوية،ورغم صغر سنه لم يكن يحتاج للتهديد، وكذلك لا يجب اختيار بطلين فقط هما حمزة وعلي، وإغفال بقية صناديد المسلمين،وإغفال مسلمي يثرب.
وهناك غلط آخر، حبكة فاشلة، معاوية يقول لأبي سفيان أرأيت حلم ابن عمك الهاشمي،الى أين وصل؟ هذه غلطة كبيرة، تأكيداً للحق الهاشمي، وكان أجدر بالحوار أن يكون باسم محمد،أرأيت اين وصل حلم ابن عمك،أو محمد، ولكن غلطوا بتأكيد الحق الهاشمي، والنبوة ليست حقاً هاشمياً،ولن تكون،هذا وذلك المشهد غلطة كبيرة.
هذا التجيير، يوحي ان معاوية يكره بني هاشم، ولديه نية مسبقة للنيل منهم، وأن صراعه معهم جلبه معه من أيام كفره !
وإغفال سفارة أبو سفيان الى المسلمين قبل فتح مكة، لماذا ذلك؟
قبل ذلك كله، لم يتم التمهيد لمعاوية،لتربيته، وكيف كبر وصار فارساً، ليس من المنطقي حصر قصة الاسلام الى العاشرة هجرية في نصف حلقة،لا يجوز، لم يظهر أي أحد، ولا أي قصة او مشهد عن عمر،الصديق،يثرب، وأي مشهد مختلف، هذا تجاوز لا منطقي،جداً .
لا منطقي أن تختصر خمس سنوات قبل البعثة و ١٨ سنة بعد البعثة،بحلقة واحدة فقط، أي حوالي ٢٥ سنة،
الجملة المستخدمة لا تناسب السياق القديم، أقل من المتوقع،في المسلسل، وهي لغة لا ترقى للفصحى،وفعلا كما توقعت جملة صحفية،لكن فنياً هناك شغل جميل وجبار، لولا إغفال المحيط في مكة والمدينة، ولا مبارزات في المعارك، لا شيء يتحدث عن محمد كنبي، وحق سماوي،بل يراد القول ألتحق معاوية بدعوة ابن عمه.
حلقة اولى أقل من المتوقع، لا يبنى عليها حق، ولن يبنى .