آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-04:15ص

الصوفية الحقيقية: روحانية بلا عبودية

الأحد - 02 مارس 2025 - الساعة 04:29 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


لا أكره الصوفية في اليمن، وحاشا أن أكره أحدًا على الإطلاق، لكنني أرفض ما تحوّلت إليه على أيدي قادتها السلاليين الذين لا يكرّسون سوى العبودية وفكرة الاصطفاء الزائفة، مسخًا لمعناها الأصيل وتشويهًا لجوهرها الروحي العميق.


أقول هذا لمن عاتب واعترض.

الصوفية التي أؤمن بها وظللت وما زلت أمتدحها بل وأنتمي إليها ليست تلك التي تستغل البشر، بل تلك التي تتجاوز الأديان والسلالات، ولا تمت بصلة إلا للإله وحده، لا شريك له. صوفية تعشق الإنسان والحياة، مستمدةً حبها من فيض الحب الإلهي، دون تمييز أو تفاضل.


التي في حضرموت وغيرها، ليست صوفية وليست امتدادًا لأي روحانية حقيقية، بل مجرد طقوس تُعيد إنتاج العبودية، وترسّخ التراتبية المُهينة التي تضع بعض البشر فوق بعضهم وكأنهم وسطاء بين الله وعباده. هذا وهمٌ وسخفٌ واستغلال لا يليق بكرامة الإنسان، بل يقوّضها في أساسها.


لهذا لا بد أن يكون الموقف واضحًا لا لبس فيه. ما يفعله هؤلاء لا يحترم الإنسان، ولا يرفع من شأنه، بل يهينه.

لا تُقبِّلوا يد أحد، لا تُنزِلوا أنفسكم منزلة الأدنى أمام أي مخلوق.

أنت إنسان، وهو إنسان.

الله يناديك أن تتوجه إليه مباشرةً بدون وسطاء وأوهام، وبدون تلك الأضرحة التي تُشيد عليها أستار الخضوع واستلاب الوعي الإنساني.