عجباً لمن صمتوا على جرف الجزر الوسطية ، وعلي العشوائية المفرطة في شوارع تعز المدينة .!!! والف الف عجبآ لمن يستميتون في"تطفيش" المستثمرين وابتزاز المواطنين وخلق السخط داخل النفوس علي الشرعية اليمنية.. !!!
و سأكتفي في هذه الليلة المباركة بسرد ثلاث مظالم يندي لها الجبين ، املآ من مسؤولينا تصحيح الاختلالات بكل الوسائل الممكنة.
( المظلمة الأولي ) حكاية مواطن قرر تحقيق حلمه وبناء بيته المتواضع. وبعد أن انفق "تحويشة" عمره في شراء الارض، ذهب لمكتب الاشغال في مديرية المظفر لاستخراج ترخيص بناء البيت فيتفاجئ بحجم العراقيل والطلبات التي لا تنتهي من "سماسرة الرخص "....
يوم بعد يوم واسبوع تلو آخر يصطدم هذا المواطن المغلوب علي أمره بعراقيل كثيرة تدخل إلى قلبه اليأس؛ فيقرر البدء ببناء بيته حتى يتم إستكمال معاملة الترخيص....
فبينما بدأ المواطن بالبناء إذ ب"بشمركة الاشغال " يأتون على الطقم ويقتحمون موقع العمل، وبسرعة خاطفة، يأخذون احد العمال إلى حجز لا يخرج من داخله إلا بعد أن يدفع صاحب بيت الاحلام اكثر من مائة الف ريال غرامة تحت عنوان الهنجمة المعتاده "مابش معه ترخيص" !!!
وعلى نفس المنوال وبعد يوم او يومين يتم إحتجاز مولد وبعدها معلم بناء وبعدها عامل، وهكذا في كل يوم يدفع هذا المواطن المغلوب الغرامة التي وصلت في نهاية الاسبوع إلى خمسمائة الف ريال !!!
(المظلمة الثانية ) مستثمر قرر بناء عدة عمائر، وانطلق لتنفيذ قراره الشجاع متجاهلاً الحرب والحصار الذي صنع بيئة استثمارية غير آمنة....
يذهب المستثمر لمكتب الاشغال في مديريته لاستخراج تراخيص لعمارته الأولي ؛ فينصدم بعراقيل ،وملشنة وحصار من نوع آخر....!!!
وكونه يطلب ترخيص لعمارة بعدة طوابق؛ فبالتأكيد سيعاني المستثمر اكثر من معاناة المواطن البسيط ، وذلك من اجل ابتزازه باكبر قدر من المال و"تطفيشه" من المناطق المحررة...
اخيراً يحصل المستثمر على الترخيص بعد معاناة وإنفاق للاموال، لكن الحقيقة أن معاناته لم تنتهي بل بدأت من جديد وبصناعة فريدة من "بشمركة الاشغال"....
فعند وصول البناء في العمارة لادوار معينة وعلى الرغم من حصوله على تراخيص واستيفائه للشروط، يقتحم "البشمركة " موقع العمارة ويأخذون في اول يوم عامل ثم معلم بناء في اليوم التالي ثم مولد....
ولإسباب ومبررات جاهزة ومطبوخة مسبقاً من البشمركة لمحاربة البناء والاستثمار ،"مابش مواقف سيارات كافية ، العمارة ما تتحملش ،الجار الذي جنبك قدم شكوى ووقفك ، مسؤولين من المكتب الرئيسي اتصلوا قالوا نوقفك من العمل...ووو".
وهكذا في كل مرة ينفق المستثمر الاموال على هؤلاء البشمركة كي تتواصل اعمال البناء المتأخرة وتنخفض الخسائر التي اثقلت كاهله و اوصلته لحالة اليأس والسخط من هكذا دولة ومؤسسات نهبوية فاسدة .!!
(المظلمة الثالثه ) وهي الابشع مواطن اشترى قطعة ارض وذهب لمكتب الاشغال بمديريته لاستخراج ترخيص بناء سور للارضية، فتم تقديم التسهيلات له عجيب !!
يتم نزول المهندس المكلف الى الارض لتحديد حدود الشارع ، فيحدده بحدود مختلفة وجديدة لم يبنيها على واقع ولا على مخطط، بل بناها على توجيهات البشمركة ومتلاعباً بالشارع والامتار والحدود كيفما يشاء وقلص مساحة الارض وبهذا صنعوا " البشمركة "مشكلة وفتنة بين البائع و المشتري من جانب، وبين ملاك الاراضي المجاورين والمقابلين من جانب آخر....
فتنة بجانب انها تخلق حالة من السخط على مؤسسات الشرعية داخل النفوس ، تخدم اعداء تعز ، وذلك بتصوير الشرعية على أنها دولة تبتز المواطن بدلاً من أن تساعده في بناء مسكنه، وتحارب المستثمر بدلاً من أن تُقدم له التسهيلات، وتغتصب الحقوق وتصنع الفتن بدلاً من أن تحمي الحقوق وتحفظها.
اسئلة مشروعة ،واجوبة غامضة :
من المستفيد من إستفحال هذه الظاهرة ، و ما هو ثمن التغاضي عن أنتشارها ؟!؟ و الي ماذا يعزي تحول كثير من الموظفين ( من غير ذوي الاختصاص ) إلى سماسرة رخص؟!؟ وفي جيوب مَن استقرت الرشاوي الغير المشروعة ، ومتي سيتم فتح ملفاتهم ومحاسبتهم ؟!؟
" والله غالب علي امره "
(محرم الحاج )
(محرم الحاج )