آخر تحديث :الأحد-20 أبريل 2025-01:04ص

قوة الغفران.. سرّ كلمات المسيح الأخيرة

الأحد - 20 أبريل 2025 - الساعة 12:58 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


المسيح وهو على الصليب، قال:

"يا أبتاه، اغفر لهم؛ لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون".


هذا ليس غفرانًا فحسب، بل والتماس العذر أيضًا لـ أناس "لا يعلمون ماذا يفعلون"!


السؤال:

ما معنى "الغفران" هنا؟

وفي الجهة المقابلة ما معنى "الانتقام"؟

كيف نفهم هذين المبدئين في الحياة؟


كيف مثلًا لم يدعُ عليهم، "اللهم احصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا"، بل قال: "اغفر لهم"؟


في التراث الإسلامي، الحلاج فعل هذا، غفر لصالبيه وهو على الصليب، وقال مناجاتها الشهيرة. (وهو الذي كان قد قال: "على دين الصليب [صليبه هو كما يبدو] يكون موتي، فلا البطحاء أريد ولا المدينة!)


فإذن، وكما قلنا أمس، المسيح مختلف تمامًا عن كل الأنبياء والمصلحين والفلاسفة. كان إنسانًا كاملًا، وكان بالطبع أكثر.


فكيف يمكننا فهمه؟


وبالطبع، المسيح شيء، والمسيحية كديانة قد تكون شيء آخر. المسيح لا يشبه الحروب الصليبية قطعًا، ولا أي حروب مسيحية وغير مسيحية أخرى. والديانات جميعها تتخندق فيما هي فيه، لكن هذا الإنسان الكامل يغدو بعيدًا كل مرة، ويذهب إلى العمق.


ولم أجد إنسانًا قدّر المرأة بصفتها إنسانًا مثلها مثل الرجل كما فعل المسيح الذي قال لليهود: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولًا بحجر"، ولم يقل لها شيئًا في المقابل، بل قال: "لا أدينك، اذهبي ولا تخطئي أيضًا". والواقعة مضرب المثل.


قصة المسيح ملهمة لمن آمن به ولمن لم يؤمن.

هذا الإنسان الكثير جدًا كان أكثر، كان فارقًا، خارقًا، كان مختلفًا، كان أعظم، ولم أرَ مثله في كل التاريخ الإنساني.

اليوم "الجمعة العظيمة" ذكرى صلبه قبل 20 قرنًا، ولأجل هذا نستدعي كل هذا التأمل.


وكما يقول الرفيق بقلان، ومعه حمادي: "الكثير من الجوانب الإنسانية التي يجب التعلم منها."