آخر تحديث :الإثنين-21 أبريل 2025-03:09ص

عن الماء تعز وعن تعثر مشروع طالوق

الأحد - 20 أبريل 2025 - الساعة 08:09 م

عبدالسلام القيسي
بقلم: عبدالسلام القيسي
- ارشيف الكاتب


بعيداً عن الترندات،والاساءة، والصراع الفيسبوكي،

ولأني متضرر،

غبت لشهر واحد وأكبر هم يؤرق أمي في تعز هو الماء لولا صديقي جابر الذي يترك عمله وهو يبحث عن وائت ماء، لأمي وأنا مقتدر على ذلك، واجد صعوبة، والناس أغلبهم لا يستطيعون شراء الماء للإستخدام اليومي،

ولعلنا نتذكر حادث الوائت الذي دهس بضعة نساء في المدينة ومأساة أن تفقد أمك وهي تبحث عن قنينة ماء بوائت خيري في الشارع،

ومرة زرت حارتي القديمة ووجدت نسوة الحي يطوبرن خلف الوائت الخيري، وأحدهم يصيح بهن للإلتزام بالطابور وبكيت من قلبي،

من اعماق روحي بكيت،

بكيت على امرأة تهان في الشارع لأجل قنينة ماء .

يومها كتبت، قلت أن الماء هو الخدمة الأولى التي يمكن تقديمها للمدينة، وفاز بها العميد طارق،جلب مشروع بأكثر من عشرة مليون،دولار، وباشرت شركات المقاولات العمل،ومرة كنت عنده وبشرني أن العمل بدأ، قلت له، هذه أكبر خدمة قدمت للمدينة،والمدينة لن تنسى معروفك هذا، ولكن تعثر المشروع الى الآن،

وهذه جريمة كاملة بحق مدينة كاملة،وملايين الناس.


رجاءً، لنتناقش بعقل، الحيمة والهشمة جادت بالماء للمدينة كل السنوات، حدث وإن تضررت الحيمة قليلاً بما لا يؤثر على معيشتها وحاجتها للمياه،

تأثر القات في الحيمة،والقات ليس مقدماً على مدينة كاملة،وبعد منع الكهنوت الماء من الحيمة عاد القات الى عهده الذهبي ولكن عطشت مدينة كاملة.

الماء أمن قومي للبلاد، ليس منطقياً منع الماء من الضواحي،لأي مدينة، هذا قدر الضواحي، والهشمة صارت لستين سنة محطة للبلاليع، كونها هابطة جغرافياً، لم يستطيعوا رفض ذلك، بلادهم المكان الوحيد المناسب للصرف الصحي، ولا يمكن لأحدهم الرفض،ولا أنسى أيضاً.

لا أنسى أن أحدهم في الهشمة قبل سنوات تجرأ وقطع الماء وأرسل،شوقي هائل،حملة كبيرة، كان محافظاً لتعز،وأعادت الماء، وكلامي هذا مجرد مدخل للموضوع الأساسي، فلا شيء يبرر للضواحي منع الماء عن المدن، لا بحجة الجفاف،ولا أي حجة .


من اليوم، لا أستطيع الكتابة ضد الكهنوت المانع الماء عن المحافظة،

طالما الأخ والشقيق وشريك المعركة يمنع الماء بحجج صحيحة أو واهية،

لا حجة لمنع الماء عن شعب يموت عطشاً،من يتحجج بجفاف جوفي طويل المدى هو يفاقم عطش مستمر في المدينة، ويجب أن نجد حلاً،

لا نتهم ابناء المنطقة،

لكن لابد من حل،

حل يعيد قراءة كل شيء، ووضع نصاب كل شيء،

حل بعيد عن الصراع السياسي وعن خط الحصار وعن التمويل والمؤيد،

والمعارض،

حل ينتمي فقط للأنفس العطشى، والملابس المتسخة، والجدران المغبرة بتراب السنوات، وينتمي فقط للنساء في مطابخهن ولمواعين الموائد، لضيوفك عندما تكتشف أنك بلا ماء وتخجل بكل حواسك،

فالماء هو كل شيء، ومن حقنا أن نعيش، والماء بديهي جداً،ولا يحق لأحد منعه،فالماء ثروة قومية وليست قروية .


ملاحظة:

الذين زايدوا ضد شمال تعز لسنوات وعقود وأنهم مجرد قبائل،لا تعرف المدنية، رغم أن شمال تعز يسقي المدينة لعقود، الهشمة والحيمة،

ولما جاء دورهم منعوا الماء عن مدينة محاصرة ، والى اللحظة !