فعالية اليوم في #حضرموت أكدت ما ظلننا نشير إليه بالسنوات الأخيرة الماضية بعد عام ٢٠١٥م بأن السلاح الأمضى للقضية الجنوبية والحراك الجنوب حينها ومن ثم الانتقالي الجنوبي هو المواطن، هو الشارع الجماهيري.
فالذين بعد ٢٠١٥م كانوا يتأففون من سلاح الساحات الجماهيرية ويهزءون بها ،مرددين عبارتهم السخيفة(لن نعود لإحراق التايرات بالشوارع والساحات). هاهى الساحات اليوم تعيد لكم قيمتكم ووزنكم أمام الداخل والخارج بعد ان كدتم تتلاشون هباءً منثورا وتتخلون عنها بذريعة أننا قد أصبحنا دولة على سِن ورمح وانه قد بات لدينا قوات عسكرية وأمنية تغنينا عن احراق التايرات، فيما الواقع يقول ان الإقليم الذي سمح لنا ببناء هذه القوات فعل ذلك لغاية تخدم أهدافه فحسب،ويتعامل مع هذه القوات كقوات طارئة لانجاز غرض محدد زمنيا وجغرافيا .والدليل انه لم يسمح بتسليحها باكثر من عربة همر ، ولن يتردد في قادم التسوية السياسية ان يفككها او يدخلها في قائمة المتمردين.
إذن يظل الركون على الجماهير هو الرهان الرابح مهما اعتقد البعض انه صار له عضلات وجبروت.
الإعتماد على الخارج وإهمال القوة الجماهيرية الداخلية يمثل حساب سياسي بليد قاصر. فحتى الأنظمة التي تتربع على دولة قوية وجيوش ضاربة لا تستغني عند جماهيرها عن كل ملمة تلم بها،ولا يركبها الغرور . فالاعتماد على الخارج اعتمادا كليا والارتهان له يعتبر بلادة سياسية، فهذا الخارج الذي لا ننكر الحاجة لمساعدته لنا بالحدود المعقولة فمعظم الثورات عبر التاريخ استعانت بدعمه يظل الرهان عليه محدودا ودون السقوط بين اقدامه وتحت خدمة اطماعه، فهو لن يحقق للداخل شئيا إلّا بالحدود التي تتوافق و مصالحه فقط.
ص.السقلدي