آخر تحديث :الخميس-26 ديسمبر 2024-11:42م
اقتصاد

السعودية.. أرامكو تصدّر أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى العالم

السعودية.. أرامكو تصدّر أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى العالم
الثلاثاء - 29 سبتمبر 2020 - 12:54 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - العرب

تمكنت أرامكو السعودية من تصدير أول شحنة من الأمونيا الزرقاء إلى اليابان في إطار سعي المملكة لتنويع مصادر الطاقة وخاصة الهيدروجين ما يعزز استراتيجية المملكة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان لتقليل الاعتماد على النفط.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذه المبادرة بدعم من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية “ميتي”، حيث تم تصدير 40 طنًا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان لاستخدامها في توليد الطاقة الخالية من الكربون.

ويأتي هذا الإنجاز وسط توقعات متزايدة للدور الذي سيؤديه الهيدروجين في نظام الطاقة العالمي، حيث يمكن للأمونيا وهو مركب يتكون من ثلاث ذرات من الهيدروجين وذرة واحدة من النيتروجين أن تُسهم في مواجهة تحديات ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة بطريقة موثوقة ومستدامة وأسعار معقولة.

وتمتد شبكة إمدادات الأمونيا الزرقاء السعودية – اليابانية عبر سلسلة القيمة الكاملة، ويشمل ذلك تحويل المواد الهيدروكربونية إلى هيدروجين ثم إلى أمونيا، وفي الوقت نفسه احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المصاحبة، وتمت مواجهة التحديات المرتبطة بشحن الأمونيا الزرقاء إلى اليابان.

وتستخدم في محطات توليد الطاقة، حيث تم احتجاز 30 طنًا من ثاني أكسيد الكربون أثناء العملية المخصصة للاستخدام في إنتاج الميثانول في منشأة ابن سينا التابعة لشركة سابك، واستخدام 20 طنًا أخرى من ثاني أكسيد الكربون المحتجز لتحسين عملية استخراج النفط أي.أو.أر في حقل العثمانية.

وتسعى السعودية إلى تقليل الاعتماد على النفط وجلب مصادر جديدة ذات عوائد مستدامة تتماشى مع التحولات العالمية في مجال الطاقة النظيفة.

ويسلّط هذا الإنجاز الضوء على أحد المسارات الكثيرة ضمن مفهوم اقتصاد الكربون الدائري “سي.سي.أي”، وهو إطار يتم فيه تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وإزالتها وإعادة تدويرها، وإعادة استخدامها – بدلًا من إطلاقها في الغلاف الجوي.

وتوقع كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية أحمد الخويطر أن يزداد استخدام الهيدروجين في نظام الطاقة العالمي، حيث تمثّل هذه الشحنة الأولى على مستوى العالم فرصة مهمة لأرامكو السعودية لعرض إمكانات المواد الهيدروكربونية كمصدرٍ موثوق للهيدروجين والأمونيا منخفضة الكربون.

ونوه الخويطر بالشراكة الناجحة بين السعودية واليابان، التي تُعد أساسية في تحقيق اقتصاد الكربون الدائري، الذي تدعمه المملكة خلال رئاستها الحالية لمجموعة قمة العشرين، مشيراً إلى أن أرامكو السعودية تعمل مع شركاء مختلفين من جميع أنحاء العالم لإيجاد حلول من خلال نشر تقنيات متطورة لإنتاج طاقة منخفضة الكربون لمواجهة التحدي المناخي العالمي.

من جهته عدّ رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمعهد اقتصاديات الطاقة الياباني ماساكازو تويودا الأمونيا الزرقاء مهمة للغاية لطموحات اليابان في ما يتعلق بخفض الانبعاثات الكربونية بهدف المحافظة على التوازن بين البيئة والاقتصاد.

ويمكن توليد حوالي 10 في المئة من الطاقة في اليابان بواسطة 30 مليون طن من الأمونيا الزرقاء، مؤكداً إمكانية البدء بإطلاق هذه المادة على نحو مشترك في محطات الطاقة الحالية، ثم ننتقل في النهاية إلى الحرق الأحادي بنسبة 100 في المئة من الأمونيا الزرقاء.

وهناك دول مثل اليابان لا يمكنها بالضرورة الاستفادة من احتجاز الكربون واستغلاله وتخزينه أو عملية استعادة النفط بسبب ظروفها الجيولوجية، ولكن سيساعد غاز الأمونيا/الهيدروجين الأزرق الكربوني المحايد في التغلب على هذا العائق.

بدوره نوّه نائب الرئيس لكفاءة الطاقة وإدارة الكربون في شركة سابك الدكتور فهد الشريهي بإمكانية الاستفادة اقتصاديًا من البنية التحتية الحالية لإنتاج الهيدروجين والأمونيا من خلال احتجاز ثاني أكسيد الكربون، حيث ستؤدي التجربة في سلسلة الإمداد الكاملة جنبًا إلى جنب مع مرافق البتروكيميائيات المتكاملة دورًا مهمًا في توفير الأمونيا الزرقاء للعالم.

وتحتوي الأمونيا على نحو 18 في المئة من الهيدروجين من حيث الوزن، وهي مادة كيميائية يتم تداولها على نطاق واسع على المستوى العالمي، ولا تطلق انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند احتراقها في محطة الطاقة الحرارية، ولديها القدرة على تقديم إسهام كبير في مستقبل الطاقة النظيفة والآمنة وبأسعار معقولة.

وتُشرف شركتا سابك وميتسوبيشي- الممثّلة في فريق الدراسة التابع لمعهد اقتصاديات الطاقة الياباني – على عملية النقل اللوجستي بالشراكة مع كلٍّ من جي.جي.سي كوربوريشن، وميتسوبيشي للصناعات الثقيلة – الهندسية، وميتسوبيشي لبناء السفن، وشركة أي.بي.أي للصناعات.

ومنذ بناء منشأة مشروع نيوم الضخمة لإنتاج الهيدروجين في أغسطس الماضي دخلت السعودية في مرحلة جديدة في تطوير مصادر الطاقة بطريقة صديقة للبيئة استعدادا لتصديره إلى الأسواق العالمية.

وأبرمت شركة نيوم، التي تأسست في يونيو 2019، صفقة مع إير بروداكتس وأكواباور بقيمة 5 مليارات دولار.

ويهدف هذا المشروع، الذي يعد من بين الأكبر في العالم، إلى توفير حلول مستدامة لقطاع النقل العالمي ولمواجهة تحديات التغير المناخي من خلال حلول عملية لتخفيض الانبعاثات الكربونية.

ويعد مشروع الهيدروجين المتجدد، الأكبر من نوعه في العالم وتكمن أهميته في اتساقه مع جهود نيوم لتحقيق الريادة في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالميًّا.

وسيكون المشروع نقطة محورية في رحلة نيوم لتصبح الوجهة الأهم دوليا في تقديم الحلول المستدامة بطريقة تجذب المستثمرين وأفضل العقول من كل العالم لتسريع التطور البشري.

وكان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد أعلن الخطط الخاصة بالمنطقة البالغة تكلفة إنشائها نصف تريليون دولار على مساحة تبلغ حوالي 26.5 ألف كلم مربع خلال مؤتمر استثمار دولي عُقد بالرياض في أكتوبر 2017.

ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية الأردنية، ويمتد على 460 كلم على ساحل البحر الأحمر، حيث سيوفر العديد من فرص الاستثمار.

ويندرج المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل البلد الخليجي إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتكنولوجيا.

ومن شأن المشروع فتح الباب أمام الكثير من الفرص الواعدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وسيعزز قدرة البلاد على العمل مع دول العالم لتُحقق أهدافها في إنتاج الطاقة النظيفة.

كما سيحرص على توظيف الخبرات وأحدث ما توصلت إليه التقنيات المتطورة في مجال الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج طاقة خضراء مستدامة ومتاحة عالمياً.