لم تقدّم مليشيا الحوثي شيئًا يبرهن حقيقة تسلقها على القضية الفلسطينية، حتى اليوم، وباستثناء فرقعة إعلامية بقصف خجول عرض البحر الأحمر، سوى مسرحيات هزيلة بدأت بـ"ساعة محمد علي الحوثي"، وتُوجت اليوم بمناورة هزلية مدعاة باسم "طوفان الأقصى" كانت الأهداف فيها أعلامًا إسرائيلية نُصبت في تباب بمحيط العاصمة المحتلة صنعاء.
وسارعت مليشيا الحوثي، منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى، في استثمار القضية الفلسطينية، حيث نظمت عمليات جباية واسعة، نهبوا خلالها أموالًا هائلة من اليمنيين تحت الإكراه، وذهبوا لتنظيم مناورات وتمارين عسكرية في صنعاء وخارجها. لكن؛ في الحدود القصوى كان أعلى ما يفعلونه من أجل فلسطين رشق أعلام ومجسمات إسرائيلية صنعوها بأيديهم ونصبوها في محيط صنعاء.
المليشيات الحوثية استغلت الأحداث في غزة، الناجمة عن اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، لتنظيم عمليات تجنيد في مناطق سيطرتها، كان الادعاء هذه المرة أن التجنيد يصب في جانب نصرة القضية الفلسطينية، ثم ما لبثت أن دفعت بالمجندين الجدد نحو الجوف ومأرب.
وتدرك المليشيا الحوثية مدى ارتباط الوجدان اليمني بالقضية الفلسطينية؛ إذ إنها القضية الجامعة التي لا يختلف بشأنها اليمنيون، وهو ما جعلها ترفع طبقة العزف على هذا الموال لاستغلال عواطف اليمنيين وسلبهم أموالهم، أو الدفع بهم إلى المهالك تحت يافطة مقاتلة إسرائيل.. ولكن إسرائيل التي تزعم المليشيا أنها في المخا ويختل والخوخة وحيس وميون، وليست المحتلة للقدس الشريف.
كما تدرك مليشيا الحوثي أكثر من غيرها، أن المهام الموكلة إليها ضمن الأجندة الإيرانية ليس بينها إسرائيل، وإنما جعل اليمن قاعدة عسكرية إيرانية لتهديد المملكة العربية السعودية ودول الخليج عامة والملاحة الدولية.