ثمة تساؤلات تبرز بشأن ما إذا كانت مُسَّيرات ميليشيا الحوثي تشكل تهديدا على الأمن القومي المصري، وذلك في أعقاب اعتراض قوات الدفاع الجوي المصرية طائرة مُسيرة قرب مدينة دهب، كانت متجهة نحو ميناء إيلات في إسرائيل.
وسارعت الحكومة المصرية إلى التعليق على الحادثة، مؤكدةً اعتراض طائرة دون طيار فوق شبه جزيرة سيناء، كانت متجهة إلى إيلات، وذلك بعد وقت قصير من سماع دوي الانفجارات في منطقة دهب، وهي منتجع شهير يقع على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة سيناء.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسقط طائرة مُسيّرة في المدن الساحلية المصرية عبر البحر الأحمر منذ بدء حرب غزة، ففي 27 أكتوبر، تحطمت طائرتان دون طيار قادمتان من جنوب البحر الأحمر في طابا ونويبع، واستهدفت إحدى الطائرتين خارج المجال الجوي في خليج العقبة، ما أدّى إلى سقوط بعض الحطام في منطقة غير مأهولة بالسكان في نويبع، بينما استهدفت الأخرى خارج المجال الجوي، وسقطت في طابا.
رئيس أركان الحرب الكيميائية الأسبق في القوات المسلحة المصرية اللواء محمد الشهاوي يقول، إن الشكوك تحوم حول ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران التي قامت باستهداف ميناء إيلات الإسرائيلي.
ويُرجّح سقوط بعض الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين بعد استهدافها من عناصر دفاع الجو المصرية، أو عناصر تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، أو من قوات العمليات المشتركة 153 الموجودة في البحر الأحمر لتأمين الملاحة.
ومن وجهة نظر الخبير العسكري ومدير الشؤون المعنوية الأسبق في القوات المسلحة، اللواء سمير فرج، من المستبعد أن تكون لهذه الحوادث صلة باستهداف الأمن القومي المصري أو يُشكّل تهديدًا له، مشيرًا إلى أن "الأهداف المسيرة لم تصل إلى الأجواء المصرية، وإذا وصلت يتم إسقاطها فورًا".
وأضاف، أن "الجسم الطائر هو طائرة مُسيّرة أو صاروخ- استهدف إيلات في إسرائيل، لكن سقطت شظاياه بمسافة كيلومترين من مدينة دهب".
وتوقع فرج "استمرار الحرب في غزة حتى كانون الثاني/ يناير المقبل، ثم تتوقف لأسباب عدة، منها كثرة الخسائر البشرية والاقتصادية الإسرائيلية، إضافة إلى الضغوطات الأمريكية في ظل اقتراب السباق الرئاسي المقبل، الذي يجعل جو بايدن لا يغامر بكرسي الرئاسة في سبيل دعم إسرائيل".
وأضاف أن المفاوضات الجارية حاليًّا تتحدث عن مصير قطاع غزة بعد الحرب، ومَن سيديره في الفترة المقبلة، لافتا إلى أنها إشارات مباشرة تُوحي باقتراب وقف الحرب.
أما رئيس قطاع مكافحة الإرهاب في المنظمة العربية الأفريقية، اللواء شبل عبد الجواد، فاعتبر أن "سقوط أجسام طائرة في مدينة دهب لا يخرج عن إطار الحوادث التي تنفذها جماعات الحوثي ضد إسرائيل وضد سفنها في البحر الأحمر، بالتالي تسقط قطع من المسيرات في مصر بعد تفجيرها".
ويأتي اعتراض الطائرة في أعقاب سلسلة من الحوادث التي أدّت إلى تصاعد التوترات في المنطقة، إذ شهدت منطقة البحر الأحمر نشاطًا عسكريًّا متزايدًا وتوترات جيوسياسية، ما جعلها مركزًا للتدابير الأمنية والمراقبة.
وأضاف عبد الجواد، أن "قوات دفاع الجو المصرية ترصد كل شيء يمر فوق البحر الأحمر لحماية أمنها القومي".
ولفت إلى أن "تهديدات الحوثيين من خلال إطلاق مُسيّرات ورغبتهم في السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، عوامل مؤثرة على الأمن القومي المصري وعلى السياحة والتجارة العالمية وعلى قناة السويس".
وقال إن "مصر تعاني جرّاء الضغط على حدودها، لكنها تمتلك قوات مسلحة قوية وقادرة على الردع في أي اتجاه، والوقوف أمام كل مَن تسول له نفسه أن يمس أمننا القومي".
والأسبوع الماضي، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني، أن مصر تنسق حاليًّا مع الدول المطلة على البحر الأحمر لتأمين الملاحة البحرية، خصوصاً مع استمرار هجمات الحوثيين على السفن التي تعبر البحر الأحمر، ما تطلب تشكيل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقالت ميليشيا الحوثي التي تسيطر على جزء كبير من اليمن، لكن غير معترف بها دوليًّا، في وقت سابق، إنها تستهدف السفن الإسرائيلية بالقرب من مضيق باب المندب الإستراتيجي للضغط على إسرائيل بسبب حربها على قطاع غزة.