في تطور لافت للأحداث في المناطق الجنوبية من اليمن، شهدت الأيام الأخيرة تحركات شعبية ومجتمعية وأمنية واسعة النطاق، تهدف إلى التصدي لمحاولات الاختراق الأمني المستمرة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
هذه التحركات تأتي في سياق معركة مفتوحة لحماية المناطق المحررة وتبديد أوهام السلام مع الذراع الإيراني في اليمن.
فعلى الرغم من وقف العمليات العسكرية بموجب اتفاق الهدنة الأممية في عام 2022، إلا أن مليشيات الحوثي لم تتوقف عن محاولاتها لاختراق الجبهة الداخلية للجنوب وزرع خلايا تابعة لها، بهدف ضرب استقرار المنطقة من الداخل. غير أن اليقظة الأمنية والشعبية كانت لهذه المحاولات بالمرصاد.
في هذا السياق، نجحت قوات الحزام الأمني في قطاع المسيمير بمحافظة لحج في تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن القبض على 15 فرداً يعملون لصالح مليشيات الحوثي. هذه العملية تعد ضربة قوية لمخططات الحوثيين وتؤكد فعالية الجهود الأمنية في مكافحة محاولات الاختراق.
بالتوازي مع هذه الجهود الأمنية، شهدت محافظة أبين حراكاً مجتمعياً مهماً تمثل في عقد لقاء تشاوري لأبناء المحافظة. هدف هذا اللقاء إلى توحيد الصفوف في مواجهة التهديدات الحوثية للمحافظة ومحاولات اختراقها، خاصة بعد حادثة اختطاف أحد أبناء المحافظة ومحاولات نشر الفوضى.
وقد خرج اللقاء التشاوري بعدة توصيات مهمة، من بينها:
1. نشر الوعي في المساجد والمدارس حول مخاطر الاختراق الحوثي.
2. تعزيز الجهود المجتمعية والوقوف صفاً واحداً ضد التهديدات الخارجية.
3. تفعيل التنسيق والعمل المشترك بين مديريات المنطقة الوسطى.
4. تحفيز الجماهير على العمل الجماعي لحماية الجنوب وأمنه واستقراره.
هذه التحركات الشعبية والأمنية تعكس وعياً متزايداً بين أبناء الجنوب بخطورة المرحلة وضرورة اليقظة المستمرة. كما تؤكد على قوة الترابط بين مختلف مكونات المجتمع الجنوبي في مواجهة التحديات الأمنية.
وفي سياق متصل، كشفت هذه الأحداث عن تناقض واضح في خطاب جماعة الإخوان المسلمين تجاه قضية الإرهاب. فبينما يتبنى التنظيم خطاباً موجهاً للغرب يتمحور حول دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإن خطابه الداخلي يعزز التطرف ويشابه خطابات المنظمات الإرهابية.
هذا التناقض في الخطاب الإعلامي للإخوان يتجلى في عدة مظاهر:
- تبرير العنف في الخطاب الداخلي.
- تجنب إدانة العمليات الإرهابية.
- تقديم العزاء لقادة إرهابيين في بعض الحالات.
- تورط مؤسسات الإغاثة والمراكز الإسلامية التابعة للتنظيم في تقديم دعم لوجستي للإرهاب.
هذه الازدواجية في الخطاب تثير تساؤلات جدية حول موقف الإخوان الحقيقي من الإرهاب، وتؤكد ضرورة التعامل بحذر مع خطاباتهم الموجهة للخارج.
يبدو أن المعركة ضد محاولات الاختراق الحوثي والتطرف بمختلف أشكاله في الجنوب اليمني مستمرة، وتتطلب يقظة دائمة وتعاوناً وثيقاً بين مختلف مكونات المجتمع. وقد أثبتت التحركات الأخيرة أن الوعي الشعبي والتنسيق الأمني يمكن أن يشكلا حصناً منيعاً في وجه هذه التهديدات.