آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-04:51م
ملفات

الملايين للاحتفالات وصفر للمنكوبين.. معادلة الحوثيين في التعامل مع أزمات اليمن

الملايين للاحتفالات وصفر للمنكوبين.. معادلة الحوثيين في التعامل مع أزمات اليمن

الجمعة - 30 أغسطس 2024 - 09:32 م بتوقيت عدن

- عدن - نافذة اليمن - خاص

في ظل الظروف القاسية التي يعيشها اليمنيون في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، تتجه الأنظار إلى التناقض الصارخ بين الاستعدادات المكثفة للاحتفال بالمولد النبوي وتجاهل معاناة الآلاف من المتضررين جراء السيول والفيضانات الأخيرة.

فقد شهدت الأسابيع الماضية موجة من الأمطار الغزيرة والسيول في عدة محافظات يمنية، مما أدى إلى انهيار السدود المائية وتشريد مئات الأسر. هذه الكارثة الطبيعية، التي يُرجح أنها مرتبطة بتغير المناخ العالمي، خلفت وراءها دماراً هائلاً في البنية التحتية وخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وعلى الرغم من حجم الكارثة، يبدو أن قيادة جماعة الحوثي الإرهابية قد اختارت تركيز جهودها وموارها على الاستعداد للاحتفال بالمولد النبوي. فقد بدأت حملات جمع التبرعات والأموال من المواطنين والتجار، في وقت يعاني فيه الكثيرون من الجوع والفقر والتشرد.

وأفاد شهود عيان بأن مسؤولين حوثيين يقومون بجولات في الأسواق والمحلات التجارية لجمع "التبرعات الإجبارية" للاحتفال، متجاهلين تماماً احتياجات المنكوبين من السيول. هذا الأمر أثار استياءً شعبياً واسعاً، خاصة بين أوساط المتضررين الذين يشعرون بالإهمال والتجاهل من قبل السلطات.

من جانبهم، يبرر مسؤولو الحوثيين هذه الممارسات بأنها جزء من الهوية الثقافية والدينية التي يجب الحفاظ عليها. إلا أن منتقدين يرون أن هذه الاحتفالات ما هي إلا وسيلة لتعزيز سلطة الجماعة وتثبيت نفوذها الأيديولوجي على المجتمع.

وفي ظل هذه الأوضاع، تتعالى الأصوات المطالبة بتوجيه الموارد والجهود نحو إغاثة المنكوبين وإعادة إعمار المناطق المتضررة بدلاً من إنفاق الملايين على الاحتفالات. كما دعت منظمات إنسانية دولية إلى ضرورة الاستجابة السريعة لاحتياجات المتضررين وتوفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية العاجلة.

هذا التناقض الصارخ بين الاحتفالات الباذخة ومعاناة المواطنين يعمق الهوة بين جماعة الحوثي والشعب اليمني، ويثير تساؤلات جدية حول أولويات الجماعة وقدرتها على إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتها في ظل الأزمات المتلاحقة.