أشارت دراسة حديثة إلى أن تشغيل الأصوات الأحادية قد يعمل على تنشيط "فطر" يعزز نمو النباتات، مما يرفع إمكانية أن تكون الموسيقى مفيدة للمحاصيل والحدائق.
وكان النقاش حول ما إذا كانت الأصوات تؤثر في نمو النباتات قائما منذ سنوات، إذ أظهرت تجارب سابقة، مثل تلك التي أجراها برنامج "MythBusters" الأمريكي، أن النباتات التي تعرضت للموسيقى الكلاسيكية والثقيلة نمت أكثر من تلك التي كانت تعيش في بيئة صامتة، رغم أن النتائج كانت غير حاسمة.
ومع مواجهة عالم النباتات للعديد من التحديات الناتجة عن الأنشطة البشرية، مثل التآكل، وإزالة الغابات، والتلوث، هناك قلق متزايد بشأن التنوع البيولوجي العالمي وصحة المحاصيل. تبرز الدراسة المنشورة في مجلة "بيولوجي لترز" Biology Letters الحاجة إلى مزيد من الاستكشاف لدور التحفيز الصوتي في استعادة النظام البيئي والأنظمة الغذائية المستدامة.
وركز الباحثون الأستراليون في الدراسة على فطر Trichoderma harzianum، المعروف بفوائده في الزراعة العضوية، بما في ذلك حماية النباتات من مسببات الأمراض وتحسين مغذيات التربة، إذ أنشأوا غرفا صوتية صغيرة تحتوي على الفطر مع صوت يُستخدم لتخفيف طنين الأذن، عند مستوى 80 ديسيبل لمدة نصف ساعة يوميًا.
وبعد خمسة أيام، أظهرت الفطريات المعرضة للصوت معدلات نمو وإنتاج سبور أعلى مقارنة بتلك التي تُركت في الصمت.
واقترح الباحثون آليات محتملة لهذا التأثير، مثل التأثير الكهروضغطي، إذ قد تخلق الموجات الصوتية شحنة كهربائية تحفز الفطر، أو تنشيط مستقبلات ميكانيكية في أغشية الفطريات تتفاعل مع الضغط والاهتزاز، مما قد يؤدي إلى تفاعلات كيميائية حيوية تعزز النمو.
وبينما تشير النتائج الأولية إلى أن الفطريات تستجيب بشكل إيجابي للصوت، يتطلع الباحثون إلى تحديد ما إذا كانت هذه الاستجابة تعود بالفائدة على النباتات في النهاية.
وستركز الأبحاث المستقبلية على ما إذا كان بإمكان الصوت التأثير في مجتمعات الميكروبات في التربة والنباتات، وتسريع عملية استعادة التربة، وتأثيرها في حيواناتها.
المصدر/ إرم نيوز