قال خبراء سياسيون يمنيون إن "عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض ستغير ملامح الواقع الحالي"، وسيكون لذلك تأثير كبير على اليمن، خصوصًا فيما يتعلق بالتهديدات والهجمات الحوثية في البحر الأحمر وبحر العرب، التي يبررها الحوثيون بمناصرتهم لغزة والدفاع عن القضية الفلسطينية.
ومنذ بداية العام الجاري، تقود الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تحالفًا دوليًّا أطلق عليه "تحالف الازدهار"، الذي يهدف للتصدي لقرصنة الحوثيين في الملاحة الدولية، ووقف استهدافهم لسفن الشحن التجارية، بالإضافة إلى تقليص قدراتهم العسكرية؛ ولكن هذه الأهداف لم تتحقق بشكل ملموس، خاصة ونحن على أعتاب إتمام عام كامل على انطلاق هذا التحالف.
ويرى الخبراء أن "هذا التحالف سيتخذ مسارًا مختلفًا في عهد ترامب مقارنة بفترة حكم جو بايدن"، فترامب لطالما أظهر عداءً علنيًّا لإيران وأذرعها في المنطقة، وهو ما ظهر جليًّا خلال فترة حكمه السابقة.
ويعتقد الخبراء أن هذا العداء مع إيران هو العامل الحاسم الذي سيعتمد عليه ترامب لوضع أسس جديدة لتحالف الازدهار، لتحقيق الأهداف المعلنة لهذا التحالف.
ورغم تفاؤل اليمنيين بعودة ترامب، فإن هذا التفاؤل يكتنفه الحذر، نظرًا للوعي بأن السياسة الأمريكية العامة لا تتغير بتغير الرؤساء، ومع ذلك، يعلق اليمنيون أملهم على عداء ترامب لإيران وطموحه الكبير في ترك بصمة تاريخية من خلال وقف الحروب، كما أعلن في العديد من خطاباته، مؤكدًا عزمه على إيقاف الحروب بدلًا من إشعالها.
أثر عودة ترامب على الميليشيات الإيرانية
وقال مندوب اليمن لدى "اليونيسكو"محمد جُميح، إنه "لا شك أن عودة ترامب ليست خبرًا سارًّا للإيرانيين، إذ لديه مواقف متشددة تجاه إيران، إذْ أمر بقتل قاسم سليماني، وكان له دور بارز في انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران".
وأوضح جُميح أن "ترامب كان حازمًا في مواجهة الميليشيات الإيرانية في المنطقة، وقد شدد العقوبات على إيران؛ ما كان له تأثيرات كارثية على اقتصادها والنظام الإيراني ذاته".
وأضاف جُميح، في تصريح صحفي أن "إيران ستسعى في عهد ترامب إلى تليين سياستها، خاصة مع انتخاب رئيس جديد في طهران يوصف بأنه إصلاحي، وهو ما قد يكون بمثابة مغازلة للإدارة الأمريكية الجديدة".
وتابع أن "الديمقراطيين كانوا أكثر تساهلًا مع الحوثيين، حيث رفعوا اسمهم من قائمة الإرهاب في بداية فترة حكم بايدن، وهو ما أثر سلبًا على جهود تحجيم الجماعة الحوثية".
وأشار جُميح إلى أن "الديمقراطيين حاولوا تشجيع الحوثيين على الانخراط في مفاوضات سياسية مع الحكومة اليمنية، لكنهم فشلوا في تحقيق أي تقدم".
تغيير قواعد الاشتباك
في السياق نفسه، قال الصحفي والمحلل السياسي خالد سلمان، إن "تحالف الازدهار، الذي سيكمل عامه الأول الشهر المقبل، قد يواجه تغيرات كبيرة في عهد ترامب".
وأضاف أن "في عهد ترامب ستتغير قواعد الاشتباك، إذ سيكون أكثر صرامة في حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، وسيشكل الحوثيون تهديدًا رئيسًا لتلك المصالح نظرًا لعلاقاتهم مع إيران".
وأشار سلمان إلى أن "العقوبات على إيران وتصاعد المواجهة معها ستؤثر بشكل مباشر على الحوثيين؛ ما سيتسبب في اختلال موازين القوى لصالح التحالف، وسيضطر الحوثيون للتخلي عن تهديداتهم للمصالح الدولية، بما فيها إسرائيل".
بدوره، قال الصحفي والمذيع التلفزيوني محمد الضبياني، أنه "يستبشر اليمنيون بوصول ترامب إلى البيت الأبيض رغم الحذر، فشخصية ترامب التي تحمل عداءً واضحًا للمشروع الإيراني تدعو للتفاؤل".
وأشار إلى أن "التحالف الدولي لم يحقق نتائج ملموسة في مواجهة الحوثيين، ويأمل اليمنيون أن تتغير الإستراتيجية في ظل إدارة ترامب لتكون أكثر فاعلية".
وفي ختام حديثه، شدد الضبياني على ضرورة "الاعتماد على دعم الحكومة اليمنية وقواتها المسلحة في مواجهة الإرهاب الحوثي والقرصنة البحرية التي تهدد الملاحة الدولية".