شهدت مدينة سيئون بمحافظة حضرموت حادثة أمنية خطيرة مساء اليوم الجمعة، حيث أقدم جندي يتبع اللواء 135 الذي يقوده أبو عوجاء، على إطلاق النار داخل معسكر المنطقة العسكرية الأولى، على وفد تابع للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن.
و أسفر الحادث عن مقتل جنديين سعوديين وإصابة ثلاثة آخرين من مرافقي مندوب التحالف العربي في المنطقة العسكرية الأولى. وقد تم التعرف على منفذ الهجوم باسم "محمد صالح حسن العروسي"، والذي فر من مكان الحادث بعد ارتكاب الجريمة.
وقع الهجوم في المعسكر التابع للمنطقة العسكرية الأولى، التي تخضع لسيطرة قوات محسوبة على حزب الإصلاح. وفور وقوع الحادث، تصاعد التوتر بشكل كبير، حيث سارعت قوات من التحالف العربي إلى محاصرة مقر المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، في محاولة للقبض على منفذ الهجوم والبحث عنه.
وأفادت مصادر مطلعة أن قوات التحالف شددت الإجراءات الأمنية في المنطقة، بينما تجري عمليات تمشيط واسعة بحثًا عن المريسي. وأضافت المصادر أن هذا الحادث قد يؤدي إلى تفاقم التوتر بين قوات التحالف العربي والوحدات العسكرية المتمركزة في حضرموت التابعة للإخوان.
يُذكر أن المنطقة العسكرية الأولى تعتبر مركزًا هامًا للقوات المحسوبة على حزب الإصلاح وتحوي عناصر موالية لمليشيا الحوثي تردد الصرخة بشكل متكرر داخل المنطقة وفقا لفيديوهات سابقة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المحافظة.
وقد أثارت الحادثة ردود فعل واسعة النطاق، وسط دعوات لضبط النفس وتجنب التصعيد.
تداعيات الحادثة:
1. التوترات الأمنية والعسكرية: فور وقوع الهجوم، فرضت قوات التحالف العربي طوقًا أمنيًا مشددًا حول مقر المنطقة العسكرية الأولى، وأعلنت حالة استنفار أمني للقبض على منفذ الهجوم، محمد صالح حسن العروسي بحسب وسائل إعلام محلية. هذه الإجراءات دفعت الوضع إلى حافة الانفجار في المنطقة، مع تزايد المخاوف من تصعيد أمني أو مواجهات محتملة بين القوات المحلية وقوات التحالف.
2. تأجيج الخلافات السياسية: مع أن المنطقة العسكرية الأولى تخضع لسيطرة حزب الإصلاح، فإن الحادث يسلط الضوء على هشاشة التفاهمات السياسية في حضرموت، خاصة في ظل الاتهامات المتبادلة بشأن وجود جماعات مسلحة تتبع مليشيا الحوثي قد تساهم في زعزعة الاستقرار. وأدى هذا الحادث إلى تصاعد التوتر بين الأطراف المختلفة، حيث برزت تساؤلات حول مسؤولية القيادة المحلية في ضبط العناصر العسكرية المنضوية تحت لوائها.
3. ضغط على التحالف العربي: الحادثة تمثل تحديًا جديدًا للتحالف العربي، الذي يسعى إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية واستعادة الاستقرار في المناطق الجنوبية من البلاد. مقتل الجنود السعوديين يسلط الضوء على التهديدات التي تواجهها القوات المشاركة في التحالف، مما قد يدفع إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، وربما إعادة النظر في خطط الانتشار العسكري في المنطقة.
4. التحقيقات ودوافع الهجوم: التحقيقات الجارية لمعرفة دوافع المهاجم ما زالت مستمرة، وتشير التكهنات إلى احتمال أن تكون الجريمة بدوافع شخصية أو نتيجة لتأثير أطراف تسعى إلى زعزعة الاستقرار. إذا ثبت تورط جهات خارجية أو وجود صلة بتنظيمات إرهابية، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في الاستراتيجية العسكرية للتحالف العربي في حضرموت، وربما تشديد العمليات الأمنية.
5. المجتمع المحلي وردود الفعل: الحادثة أثارت قلقًا كبيرًا بين السكان المحليين في سيئون والمناطق المجاورة، حيث يخشى الأهالي من اندلاع أعمال عنف جديدة أو تصعيد بين الفصائل المتصارعة. كما دعت بعض الشخصيات القبلية والمحلية إلى ضبط النفس وتغليب الحوار لتجنب تفاقم الأزمة.
في المجمل، يهدد هذا الهجوم بزيادة حدة التوترات في حضرموت، ويشكل اختبارًا صعبًا للتحالف العربي والحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة في اليمن.