نعى كتاب وأدباء في صنعاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي وفاة الأدبية اليمنية البارزة مها ناجي صلاح، في منزلها في صنعاء بصورة مفاجئ وبظروف غامضة.
وقالت مصادر أن الأديبة المعروفة بأنها رائدة أدب الطفل في اليمن، مها صلاح، توفيت في منزلها وسط صنعاء. وأن أفراد أسرتها أكدوا أنها كانت بصحة جيدة ولا تشكي من أي أعراض أو أمراض.
وبحسب مصادر مقربة من أسرة الأديبة أن عدد من أقاربها طالبوا بتشريح جثتها لمعرفة سبب الوفاة المفاجئ إلا أن جهات أمنية تابعة للميليشيات الحوثية ترفض هذا الطلب وتتحجج أن سبب الوفاة طبيعي ولا يستدعي إجراء تشريح على حد تعبيرهم.
وخلال الفترة الماضية وجهت الأديبة الكثير من الانتقادات والملاحظات اللاذعة للميليشيات الحوثية خاصة في الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال في اليمن من قتل وإصابة وتجنيد واستغلال جسدي واقتصادي، وهو ما أثار حفيظة الكثير من القيادات الحوثية.
ونعت الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الكاتبة والقاصة مها صلاح، مشيراً إلى أنها تعرضت لعارض صحي أدى إلى وفاتها.
وأعربت الأمانة العامة في بيان لها عن خالص العزاء وصادق المواساة لأسرة الفقيدة ولكل المشهد الثقافي اليمني في الرحيل المبكر لكاتبة وقاصة شكلت تجربتها في كتابة القصة القصيرة وأدب الطفل إضافة نوعية فارقة ومميزة للأدب اليمني المعاصر.
وأكد البيان أن مها صلاح قدمت خلال تجربته الأدبية إصدارات على قدر كبير من الاختلاف النوعي سواء ما يتعلق بالقصة القصيرة ، التي برزت ضمن أهم أصواتها وعلاماتها النسوية ذات الحضور الكبير، أو علي صعيد كتاباتها وأنشطتها المختلفة في خدمة أدب الطفل، سواء من خلال اصداراتها النوعية أو من خلال برامج مؤسسة إبحار للطفولة.
وأشار بيان الاتحاد إلى ما كانت تتمتع به مها صلاح من علاقة شفيفة مع كل زملائها في المشهد الثقافي ؛ إذ قدمت نموذجا مختلفا في التعامل الإنساني النقي ؛ انطلاقا من دماثة أخلاقها وجمال إنسانها الداخلي، وهو شرط من شروط الإبداع لا يتحقق في الكثير.
ونوهت الأمانة العامة بخصوصية التجربة الأدبية للكاتبة الراحلة وأهمية أن تلقى حقها من الدراسة النقدية التي تمنح الكاتبة حقها الإبداعي اللائق.
مسيرة أدبية حافلة
بدأت مها الكتابة في سن مبكرة، ظهرت موهبتها خلال مرحلة الثانوية العامة، قبل أن تواصل نشاطها الأدبي مع التحاقها بجامعة صنعاء، لتؤسس فيها، رفقة مجموعة من الطلبة، نشرة أدبية حملت اسم "إبحار"، تطورت لاحقًا لتصبح مشروعًا ثقافيًا مؤسسيًا عام 2003.
مها كانت من أبرز الأسماء في أدب الأطفال، وقد تركت إرثًا أدبيًا متنوعًا شمل الإصدارات المشتركة والفردية.
من بين أعمالها البارزة:
"منار وأمنية في معرض الكتاب" (2008)، نص موجه للأطفال، صدر عن جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل في تونس.
"كانت تأخذني التفاصيل" (2010)، مجموعة نصوص صدرت عن دار أزمنة بالأردن.
"كيف أنام دون حكاية؟" (2014)، نص للأطفال عن دار الحدائق في بيروت.
"الشجرة تثمر بسكويتًا" (2015)، مسرحية للأطفال أصدرتها مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع بصنعاء.
"خطوط شذا" (2015)، نص للأطفال صدر عن دار البنان في بيروت.
إنجازات وجوائز
حصلت مها على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة بجامعة صنعاء عام 1999، كما اختيرت قصتها "خطوط شذا" ضمن أفضل عشرة نصوص موجهة للأطفال في مسابقة "سيسلك".
بإبداعها الموجه للطفل، أسست مها مدرسة أدبية تُعنى بالتفاصيل التي تُحفز الخيال وتُعبر عن أحلام الطفولة، تاركة بصمة لا تُنسى في أدب الأطفال اليمني والعربي.
ويشكل رحيلها خسارة فادحة للأدب، وسط الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، فيما تظل إنجازاتها شاهدة على دور المرأة اليمنية رغم التحديات.