قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن الهجوم الذي تشنة هيئة تحرير الشام وفصائل مسلحة أخرى على حلب، جاء بموافقة تركية، على خلفية رفض الرئيس بشار الاسد التحاور مع انقرة قبل اعلان انسحباها من الاراضي التي تحتلها في سوريا.
وأكد عبدالرحمن إنّ "هيئة تحرير الشام ومَنْ يقف خلفها، اختاروا توقيت ذلك الهجوم، وكان من المفترض أن تبدأ الهيئة بتلك العملية أواخر شهر سبتمبر الفائت، لكن تمّ تأجيلها إلى شهر أوكتوبر، فيما كانت تركيا ترفضها بحكم المفاوضات مع سوريا عبر روسيا".
وأوضح عبدالرحمن "كانت العملية ستبدأ في بداية شهر نوفمبر لكن كان هناك رفض تركي، إلى أن جاءت الموافقة التركية عليها بعدما تعثّرت المفاوضات بين البلدين، وبعد رفض روسيا تنفيذ عملية تركية جديدة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك رفض سوريا لها".
وحول سبب تقدّم هيئة تحرير الشام في عشرات البلدات، قال إنّ "المرصد، في حديث خاص مع "إرم نيوز"، اليوم الجمعة، كان نشر تقارير مفصّلة مرّات عديدة بشأن إعداد الهيئة لمثل ذلك الهجوم، وبالتالي لم يكن مفاجئاً كما يقول الجيش السوري".
وأشار إلى أنّ "القوات السورية على ما يبدو ليس لديها العديد الكافي لصدّ تلك الهجمات، وأنّ تلك الجبهة كانت مسنودة بشكل أساسي من قبل حزب الله الذي كان له الدور الأساسي في إيقاف التحركات فيها، إلّا أنّ الحزب انسحب إلى جبهة لبنان بسبب الحرب التي كانت دائرة هناك، فيما العناصر التي أُبقي عليها من الصف الثاني أو الثالث هزيلة وليست من قوات النخبة التي يمكنها صد الهجوم، بالإضافة إلى أنّ الهيئة كانت بدأت الإعداد للعملية خلال عام بدعم من جهات ما، وبتدريب من ضبّاط من أوروبا الشرقية".
وبحسب مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، فإن ضباطًا أجانب دربوا عناصر "هيئة تحرير الشام" على استخدام مسيرات انتحارية كان لها الدور البارز في الهجوم المفاجئ الذي شنته الفصائل المسلحة على مواقع الجيش السوري في ريفي حلب وإدلب يوم الأربعاء.
وتابع عبدالرحمن أن لدى "هيئة تحرير الشام" العسكرية، أسلحة متقدمة دخلت عبر الحدود التركية، وتحديدًا عبر الحدود مع اللواء اسكندرون، فيما كانت عناصر الهيئة تلقت تدريبًا بشكل كبير جدًّا في الفترة الماضية من ضبّاط من أوروبا الشرقية، على كيفية استخدام المسيرات الانتحارية التي تمّ استخدامها في العمليات اليوم".
وتدور اشتباكات بين عناصر "هيئة تحرير الشام" وقوات الجيش السوري، اليوم الجمعة على مسافة 5 كلم من جنوبي مدينة حلب، مشيرًا إلى أنّ "الهيئة سيطرت على 50 بلدة في 48 ساعة، فيما كانت القوات السورية احتاجت في السابق أشهرًا من أجل السيطرة عليها".
وتقترب المعارك لتصبح على مشارف حلب، بالإضافة إلى معركة سراقب التي تحاول الهيئة الوصول إليها، والتي في حال تمّت السيطرة عليها، يكون الجيش السوري قد خسر كل ما حققه منذ 5 أعوام وحتّى اليوم.