هل سبق لك أن مشيت دون استخدام سماعات الأذن أو الاستماع إلى الموسيقى المفضلة لديك؟ قد يبدو الصمت مزعجا للبعض، لكن اتجاهاً جديداً على "تيك توك" يروج لفكرة "المشي في صمت"، وهو أسلوب يعزز الصحة النفسية ويقلل من القلق.
تشرح شيينا سود، أخصائية علم النفس ومستشارة في مستشفى PD Hinduja، أن "المشي في صمت يعني الابتعاد عن أي نوع من الملهيات الرقمية، ما يوفر فرصة للتفكر الذاتي في عالم مليء بالانشغالات". ويعتبر هذا النوع من المشي شكلاً من أشكال "التأمل" الحركي.
تقول روشني سوندي آبي، أخصائية نفسية في معهد فورتيس للأبحاث، إن المشي الصامت يعزز الوعي ويشجعنا على التركيز على اللحظة الحالية، ما يساعدنا على الانفصال عن التكنولوجيا.
بدأت هذه الظاهرة عندما شاركت "مادي مايو" تجربتها على تيك توك، إذ اقترحت عليها أخصائية تغذية القيام بمشي لمدة 30 دقيقة يوميًا دون أي ملهيات.
أدى ذلك إلى انتشار العديد من المشاركات حول تجارب المشي في صمت.
ومن فوائد المشي صامت يقول الدكتور نيكيل ناير، طبيب نفسي في مستشفى شارد، إن المشي في صمت يشجع الوعي الذاتي ويعزز التوازن العاطفي، ويساعد المشي دون ملهيات في تعزيز الصحة النفسية بعدة طرق.
كما يحول المشي اليومي إلى ممارسة للذهن، ما يساعد على تقليل التوتر والقلق. ويوفر لحظات هادئة لمعالجة الأفكار والمشاعر، ما ينقي الذهن. بالإضافة إلى ذلك، يعزز المشي إنتاج الإندورفين، الأمر الذي يحسن الحالة النفسية، ويساعد على الإشارة للجسم بأن وقت الاسترخاء قد حان.
كما يزيد من الوعي بالأصوات والروائح من حولك، ما يعزز الاتصال بالطبيعة.
ويمكن البدء بجولة قصيرة لمدة 10 دقائق في منطقتك، واختيار طريق مألوف لتخفيف التفكير. يمكنك أيضا ترك هاتفك في المنزل أو وضعه على وضع الصامت.
في النهاية، قد يكون المشي في صمت اتجاهاً حديثاً، لكن تأثيره الإيجابي على الصحة النفسية قد يظل ثابتاً.