في أحدث مقال له تناول الكاتب والمحلل السياسي خالد سلمان، الوضع الحالي للحوثيين في اليمن، إذ أشار إلى التوترات التي أثارتها تصريحات إسرائيلية وتصعيد عسكري ملحوظ.
ولفت سلمان إلى أن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان وجه رسالة صريحة للقيادة الإسرائيلية بضرورة تذكير الحوثيين بأن أولويتهم يجب أن تكون "البقاء أحياء داخل اليمن، لا مهاجمة إسرائيل".
في الوقت ذاته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحوثيين بـ"الجماعة التي لا تتعلم"، مستحضراً مصير قيادات حزب الله كدرس يتوجب على الحوثيين استيعابه.
تصعيد عسكري وحالة طوارئ في صنعاء:
على الصعيد الميداني، شهدت صنعاء حالة من الاستنفار الأمني بعد غارات استهدفت غرفة قيادة وسيطرة ومخازن أسلحة نوعية، مما أسفر عن ارتباك داخل القيادة الحوثية.
وتحدث سلمان عن فرار بعض القيادات إلى المناطق الجبلية خارج العاصمة، في حين أصدرت الجماعة توجيهات لإخلاء المواقع الحساسة في الوزارات والمؤسسات الحكومية تحسباً لمزيد من الاستهدافات.
مأزق داخلي وخطاب تعبوي فارغ
وصف سلمان الحوثيين بأنهم عالقون في "أوهام الانتصار الإلهي" ومغالاة الأنا، مشيراً إلى استمرار قائد الجماعة في تسويق شعارات "الحرب المفتوحة" ضد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، رغم تضعضع الداخل. وأكد الكاتب أن استمرار هذا النهج قد يقود الجماعة نحو مصير مشابه لقيادات حزب الله في لبنان، مع تصعيد محتمل لنقل "التجربة التصفوية" إلى معاقل الحوثيين في صعدة ومران.
الخيار الداخلي كطريق للحسم
ختم سلمان مقاله بدعوة اليمنيين إلى الاعتماد على حراك داخلي متكامل يجمع بين السياسي والعسكري لإسقاط الحوثيين، محذراً من التعويل على تدخل خارجي مباشر. وشدد على أن الجماعة باتت "قاب قوسين من الهزيمة"، مشيراً إلى ضرورة توحيد الجهود لإحداث تغيير جذري يقود إلى استعادة صنعاء وإنهاء معاناة الشعب اليمني.