آخر تحديث :الإثنين-31 مارس 2025-04:15ص
قالوا عن اليمن

"القوة القاتلة الساحقة".. هل غيّر ترامب سياسة واشنطن تجاه الحوثيين؟

"القوة القاتلة الساحقة".. هل غيّر ترامب سياسة واشنطن تجاه الحوثيين؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يتابع الضربات ضد الحوثي
الأحد - 16 مارس 2025 - 01:15 م بتوقيت عدن
- عدن، نافذة اليمن- إرم نيوز:

يرى خبراء أن إدارة الرئيس الأمريكي ترامب تتعامل بجدية أكبر مع ميليشيا الحوثي، مقارنةً باستراتيجية الإدارة السابقة، من حيث تطوّر الأهداف العسكرية ونوعيتها، وكذلك تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية.


ووجّه ترامب، أمس السبت، القوات المسلحة الأمريكية بتنفيذ "عمل عسكري حاسم وقوي" ضد الحوثيين، باستخدام "القوة القاتلة الساحقة" لتحقيق الأهداف الأمريكية الكاملة، وفق ما نشره عبر منصة "إكس" وتروث سوشال.



وأشار إلى أن رد إدارة الرئيس السابق جو بايدن على "قرصنة وإرهاب" الحوثيين ضد السفن والطائرات الأمريكية كان "ضعيفًا بشكل مثير للشفقة"؛ ما سمح لهم بمواصلة اعتداءاتهم دون رادع.


وللمرة الأولى منذ بدء الهجمات الأمريكية على الحوثيين مطلع العام الماضي، شنّت المقاتلات الأمريكية مساء السبت وفجر الأحد غارات عنيفة على مواقع تتواجد فيها قيادات حوثية في منطقة "الجراف الغربي" شمال غرب صنعاء، وكذلك ملاجئ ومخابئ سرّية لقيادات أخرى في محافظة صعدة، وفقًا لمصادر عسكرية يمنية.


وذكرت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن واشنطن استهدفت، عبر سبع موجات هجومية، عشرات المقرات العسكرية التابعة للحوثيين، ومستودعات الذخيرة والمخازن المحصّنة تحت الأرض، في العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وحجة وذمار والبيضاء ومأرب.


تصعيد مدروس أم مقدمة لحرب أوسع؟

يقول خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الدكتور علي الذهب، إن إدارة ترامب، المعروفة بتعاملها الحازم مع الملفات المتعلقة بمصالح واشنطن، وسّعت نطاق العمليات العسكرية ضد الحوثيين التي بدأتها الإدارة السابقة، لكنها لا تزال ضمن حدود معينة، ما قد لا يكون مؤشرًا على صراع أوسع في المدى القريب.


وأوضح الذهب، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن ترامب استفاد من تجربة بايدن في التعامل مع الحوثيين، ومن المعلومات الاستخبارية التي جُمعت خلال الفترة الماضية، ما مكّن واشنطن من استهداف مواقع تحت الأرض وملاجئ ومراكز قيادة، وهو ما قد يشير إلى مرحلة جديدة تستهدف قيادات الحوثيين بشكل مباشر.


وأضاف أن نشر الإدارة الأمريكية معلومات وصورًا حول بعض القيادات الحوثية المستهدفة بالعقوبات، قد يكون تمهيدًا لتبرير استهداف هؤلاء الأشخاص أو من لهم صلة بهم مستقبلًا.


ورغم ذلك، استبعد الذهب أن تؤدي الهجمات الحالية إلى تغيّر جذري على الأرض خلال شهرين على الأقل، نظرًا لارتباط الملف الحوثي بملفات إقليمية أخرى، وما تفرضه المصالح الدولية من قيود على التحركات الأمريكية.



وأشار إلى أن إنهاء وجود الحوثيين يتطلب جهودًا أكبر بكثير، لكن تكثيف العمليات العسكرية قد يسهم في إزاحتهم عن بعض المناطق الاستراتيجية، مثل الساحل الغربي أو حتى العاصمة صنعاء، إلا أن القضاء عليهم نهائيًّا لا يزال أمرًا غير وارد في ظل الانقسامات الداخلية في المعسكر المناهض لهم.


ويرى المحلق العسكري السابق في سفارة اليمن لدى الولايات المتحدة، هشام المقدشي، أن الإدارة الأمريكية لم تعد تشير إلى "تحالف حارس الازدهار"، بل أصبحت ضرباتها ضد الحوثيين هجومية وأكثر دقة وتركيزًا، على عكس ما كان يحدث سابقًا.


وقال المقدشي لـ"إرم نيوز" إن الإدارة السابقة كانت تبرّر ضرباتها بأنها دفاعية، وتهدف لحماية الملاحة الدولية، بينما قررت إدارة ترامب المبادرة ومباغتة الحوثيين، في تحول لافت في الاستراتيجية الأمريكية تجاه الجماعة.


وأشار إلى أن تصريحات الرئيس الأمريكي مساء السبت حملت رسائل واضحة بأن نهاية الحوثيين قد اقتربت، "ويجب أن يكون هذا التحول واضحًا لليمنيين الذين يخوضون حربًا ضد الحوثيين منذ عقد من الزمن".


وأضاف أن الموقف الدولي تغيّر كثيرًا، حيث أصبح العالم أكثر دعمًا لليمنيين في مواجهة الحوثيين، بعد أن انكشفت حقيقة الميليشيا أمام المجتمع الدولي.


وأوضح أن تغيير واشنطن لمصطلحاتها الرسمية حول الصراع في اليمن، من "تحالف حارس الازدهار" إلى "عملية عسكرية واسعة النطاق"، ليس مجرد تغيير شكلي، بل يعكس تحولًا في العقيدة العسكرية الأمريكية، وهو ما يتجلى في الضربات التي استهدفت قيادات حوثية بارزة.



مسار جديد للصراع


من جهته، يرى رئيس مركز "صنعاء للدراسات الاستراتيجية"، ماجد المذحجي، أن الضربات الأمريكية الأخيرة تمثل تصعيدًا في "الخشونة الأمريكية" بمواجهة الحوثيين، بدءًا من إعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية، وصولًا إلى قصف مواقعهم السياسية والعسكرية.


وقال المذحجي، في منشور عبر منصة "إكس"، إن هذا المسار الجديد قد يعيد تشكيل التفاعلات المحلية والإقليمية، إذ قد يكبح اندفاع الحوثيين نحو التصعيد في الجبهات الداخلية، مثل مأرب، أو يدفعهم نحو ردود فعل محسوبة لتجنب مواجهة أوسع مع واشنطن.


وأضاف أن الضربات الأمريكية للحوثيين بسبب هجماتهم في البحر الأحمر تحمل رسالة واضحة لإيران، باعتبارها الحليف الأساس للجماعة، مؤكدًا أن خيارات الحوثيين في الرد قد تكون انعكاسًا لمصالح طهران وليس صنعاء فقط.



وبرأيه، فإن النفوذ الإيراني في المنطقة تعرّض لأضرار جسيمة مؤخرًا، ولم تعد هناك ساحات بديلة لتعويض خسائر طهران، سوى اليمن، التي قد تصبح أداة أساسية في استراتيجيتها الدفاعية، خاصة إذا نجح صقور السياسة في واشنطن وتل أبيب في إقناع ترامب بتوجيه ضربة لإيران وبرنامجها النووي.