دعا يمنيون قيادة الدولة إلى استغلال حالة الزخم الدولي المتصاعدة ضد الحوثيين، والتصدعات التي أحدثتها عمليات واشنطن العسكرية الواسعة ضد قدراتهم العسكرية وبنيتهم القيادية.
وطالبوا بتحريك قوات الحكومة الشرعية على الأرض، بما يحقق أهدافها في إنهاء انقلاب الميليشيا واستعادة مؤسسات الدولة من قبضتها.
ورغم استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضدها، واصلت ميليشيا الحوثي تصعيدها الميداني الداخلي ضد القوات الحكومية اليمنية المعترف بها دوليا، في محافظتي مأرب والجوف، شمالي البلاد.
وتمكنت قوات الجيش اليمني، أمس الاثنين، من إحباط عمليات عدائية للحوثيين في الجبهات الجنوبية والشمالية والغربية من محافظة مأرب، كما تصدّت لمحاولات هجومية برية وأخرى جوية في محافظة الجوف، ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة 6 آخرين بجروح، وتسجيل خسائر بشرية وعسكرية في صفوف الميليشيا.
تحركات حكومية
وعقب انطلاق الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين، مساء السبت الماضي، عقد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، اجتماعات مع اللجنة الأمنية العليا وهيئة العمليات المشتركة.
وبحثت الاجتماعات جهود التنسيق مع المجتمع الدولي، بهدف "تجفيف مصادر تسليح وتمويل الميليشيا، وردع ممارساتها المزعزعة لفرص الاستقرار المحلي والسلم والأمن الدوليين".
وناقشت اللقاءات مستويات التنسيق بين الوحدات العسكرية، بما يضمن الاستجابة المتكاملة للتحديات، كما اطلع العليمي على الموقف العسكري والأمني والعملياتي، ومدى جاهزية القوات في مختلف المحاور القتالية.
وأكدت القوات اليمنية المسلحة جاهزيتها القتالية لمواجهة كافة سيناريوهات التصعيد التي قد يذهب إليها الحوثيون، إثر تصنيفهم من قبل واشنطن منظمة إرهابية أجنبية، وما نتج عن ذلك من إجراءات سياسية واقتصادية وعسكرية أمريكية ضدهم.
من جهته، دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي، عيدروس الزبيدي، التحالف الدولي والولايات المتحدة، إلى تبني استراتيجية شاملة لردع إرهاب الحوثيين.
وشدد على "تكامل الجهود على المستوى المحلي والدولي، بما يعزز دور الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب وأعمال القرصنة في المياه الدولية".
وأعلن الزبيدي، في كلمته أمام حشد من المواطنين في محافظة أرخبيل سقطرى أمس الاثنين، دعم جهود واشنطن والمجتمع الدولي، في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وحماية الممرات المائية من القرصنة والإرهاب.
وكان وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أكد، الأحد الماضي، أن هجمات بلاده على الحوثيين في اليمن تتعلق بحرية الملاحة واستعادة الردع، وقال "لا نهتم بما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية".
العملية الداخلية
ويرى وكيل وزارة الإعلام اليمنية، أسامة الشرمي، أن الهجمات الأمريكية لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالأزمة اليمنية، "وبالتالي فإن إي عملية عسكرية داخلية، يجب أن تأخذ في عين الاعتبار اتفاقات الهدنة التي يرعاها المجتمع الإقليمي والدولي".
وقال الشرمي في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن عودة الحرب إلى الداخل اليمني، تعتمد على أخطاء الحوثيين، "وإسقاط الهدنة الهشّة، إذا ما ارتكبت الميليشيا أي مغامرات ضد المناطق اليمنية المحررة، أو دول التحالف العربي، في ظل حالة الإرباك الداخلية التي تواجهها حاليا".
وبيّن أن العمل العسكري ضد الحوثيين يحتاج في المقام الأول إلى "التنسيق داخل البيت الوطني اليمني، إضافة إلى الترتيب مع دول التحالف العربي، والوصول إلى اتفاقية استراتيجية مع الولايات المتحدة، التي تخوض حربا مفتوحة ضد إيران ووكلائها".
وذكر المسؤول اليمني أن هذه الاتفاقية إذا ما تحققت، ستدفع القوى اليمنية إلى تحرير كامل المناطق من الحوثيين، مقابل التزام واشنطن باستمرار دعمها لليمنيين في مواجهة الوكيل الإيراني ممثلا في الحوثيين، في الداخل".
وأكد أن لدى الحكومة اليمنية أهدافها الوطنية المهمة والاستراتيجية لتحرير أرضها، "لكنها لن تدور في فلك خطط واستراتيجيات دولية، لا تضع في حسابها مصلحة اليمنيين".
غياب التنسيق
بدوره، ذكر الباحث السياسي يعقوب السفياني، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه لا يعتقد بوجود أي شكل من أشكال التنسيق والتواصل بين واشنطن والمجلس الرئاسي في اليمن.
وأكد أن الضربات الأمريكية لا تستهدف تغيير المعادلة العسكرية في اليمن، ولا خريطة الصراع أو التأثير على مستقبل البلد، "بقدر انطلاقها من دوافع متعلقة بالمصالح الأمريكية وحركة الملاحة ومصلحة حلفائها في المنطقة، وفي مقدمتهم إسرائيل التي تضررت من هجمات الحوثيين".
وأضاف أنه لا يمكن الجزم بأن الخطة الأمريكية تتضمن تدخلا برّيا على المدى القريب أو الاستراتيجي البعيد، أو تدعم تدخلا برّيا محليا لإضعاف الحوثيين، "لكن لا يمكن استبعاد ذلك، لأنه من بين الخيارات المطروحة على طاولة الرئيس ترامب، وهناك بعض الإشارات إلى هذا التوجّه، في وكالات أنباء وصحف أمريكية".
وقال السفياني إن ذلك يقود للتساؤل عن في القدرات الصاروخية والطيران المسير التي تمتلكها ميليشيا الحوثي، والتي بدأت في التقلص مع الضربات الأمريكية التي تستهدف هذه القدرات بالتحديد".
وبحسب السفياني، فإن هذا التوازن العسكري، إذا ما تحقق، يعني أن "قوات الرئاسي اليمني أكثر كفاءة وجاهزية وعدّة وعتادا من الحوثيين، على مستوى مختلف الجبهات، وبالتالي فإن الأمر سيحتاج فقط قرارا سياسيا".
المصدر/ إرم نيوز