كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة الأمريكية نشرت قاذفاتها الثقيلة الأكثر تخفياً في قاعدة عسكرية بالمحيط الهندي في تحذير لإيران والحوثيين.
وقالت الصحيفة إن واشنطن نشرت قاذفات (B-2) ثقيلة الوزن، قادرة على التخفي عن الرادار، داخل قاعدة "دييغو غارسيا" في المحيط الهندي .
وأضافت أن ذلك يمثل تحذيراً لإيران وميليشيا الحوثي في اليمن من أن الغارات الأمريكية قد تشتد إذا لم تتوقف هجمات الحوثيين على إسرائيل وحركة الملاحة في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم القيادة الاستراتيجية الأمريكية قوله إن "قاذفات (بي-2 سبيريت)، وصلت هذا الأسبوع، من قاعدتها في ميسوري إلى القاعدة الجديدة في المحيط الهندي".
وأضاف المتحدث أن "هذه القاذفات جزء من جهود وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون "لردع وكشف، وإذا لزم الأمر، دحر، الهجمات الاستراتيجية ب الولايات المتحدة وحلفائها"، بحسب تعبيره.
استهداف المخابي العميقة
وبحسب الصحيفة، قال مسؤولون دفاعيون سابقون إن "نشر القاذفات الجديدة يعزز بشكل كبير قدرة الجيش الأمريكي على تنفيذ ضربات ضد المخابئ العميقة التي بناها الحوثيون وإيران".
وبحسب الصحيفة، فإن "الطائرة (B-2) هي الطائرة الشبحية الأمريكية الوحيدة القادرة على حمل القنبلة (GBU-57) الخارقة للتحصينات والتي تزن 30 ألف رطل والمعروفة باسم القنبلة الخارقة للذخائر الضخمة".
وتضع المرابض في قاعدة "دييغو غارسيا" القاذفات الأمريكية على بعد 2500 ميل من مواقع الحوثيين و3300 ميل من إيران، وهو ما يقع ضمن نطاق التزود بالوقود الذي يبلغ 6900 ميل، وفق الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن ويليام ويشلر، وهو مسؤول دفاعي سابق مسؤول عن مكافحة الإرهاب، والذي يشغل الآن منصب المدير الأول لبرامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، قوله: "إنها إشارة يتعين على الإيرانيين رؤيتها".
ورافقت طائرات شحن من طراز (C-17A Globemaster III) قاذفات (B-2)، وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية لشركة (Planet Labs) التي أجراها إيان إليس جونز، الخبير المتخصص في قضايا الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتتمتع الطائرة بالقدرة على حمل الأفراد ومعدات الدعم والذخائر لعمليات القصف بعيدة المدى، كما يقول الخبير للصحيفة.
من جهته، قال جون هانا، الذي عمل مستشاراً للأمن القومي لنائب الرئيس السابق ديك تشيني: "إن هذا التركيز غير المسبوق للقوة النارية الأمريكية الساحقة على مقربة من المنطقة يهدف إلى إرسال إشارة إلى الحوثيين مفادها أنه... ما لم يتراجعوا على الفور، فإن الأمور على وشك أن تصبح أسوأ بكثير بالنسبة لهم".
تحذيرات ترامب
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشنّ حملة ضد الحوثيين أدت إلى تنفيذ عشرات الغارات الجوية خلال الأسبوعين الماضيين استهدفت ترسانة الميليشيا وقيادتها.
وتقول الصحيفة، إن "الضربات - التي نوقشت في غرفة محادثة مثيرة للجدل الآن من قبل مسؤولي إدارة ترامب على تطبيق المراسلة سيغنال - كانت أثقل من تلك التي نفذتها إدارة بايدن، لكنها لم تمنع الحوثيين من تنفيذ هجمات صاروخية شبه يومية على إسرائيل.
وحذّر ترامب إيران، التي تدعم الحوثيين، من أنها ستتحمل المسؤولية إذا واصلت الميليشيا، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، هجماتها. كما حذّر إيران من أنها ستواجه عملاً عسكرياً إذا مضت قدماً في تطوير سلاح نووي.
والأسبوع الماضي، أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، وهو ما سيعطي الولايات المتحدة قوة نيرانية إضافية ضد الحوثيين ويضمن وجوداً مستمراً لحاملة الطائرات في المنطقة مع تصاعد التوترات في المنطقة.
وحذّر ترامب من أن الهجمات على الحوثيين سوف تتصاعد وأن الجماعة سوف "تباد تماماً".
تاريخ القاذفة
طائرة (B-2)، التي مضى على وجودها 3 عقود، هي القاذفة الاستراتيجية الخفية الوحيدة لدى الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
وصُممت القاذفة في الأصل لحمل أسلحة نووية، ثم عُدِّلت لحمل أعداد كبيرة من القنابل التقليدية الثقيلة. لم تُستخدم في هجمات إلا5 مرات منذ دخولها الخدمة.
وكانت آخر مرة تم فيها تشغيل القاذفة في أكتوبر/ تشرين الأول، عندما أرسلت إدارة بايدن قاذفتين شبحيتين من طراز (B-2) من قاعدة "وايتمان" الجوية في ميسوري لمهاجمة مواقع الحوثيين على بعد حوالي 7400 ميل.
واستخدمت طائرة (B-2) لأول مرة خلال حرب كوسوفو، حيث دمرت بمفردها ثلث الأهداف في الأسابيع الثمانية الأولى من الصراع، وفقًا لعرضٍ قدمه سلاح الجو الأمريكي للطائرة.
وقادت الطائرة الرد الأمريكي على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 الإرهابية، حيث ضربت مواقع لطالبان في أفغانستان، وفتحت الطريق أمام القوات الأمريكية لدخول البلاد.