في تحول مفاجئ بالمشهد الإقليمي، تراجعت إيران عن دعم الحوثيين في اليمن، وذلك تزامنًا مع التصعيد الأمريكي المتزايد ضد الجماعة المسلحة. هذه الخطوة، التي كشف عنها مسؤول إيراني لصحيفة "التلغراف" البريطانية، تشير إلى رغبة طهران في تجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، خاصة بعد إنذار الرئيس الأمريكي لها بضرورة التوصل إلى اتفاق أو مواجهة التصعيد العسكري.
وأكد المسؤول الإيراني أن هذا القرار جاء نتيجة المخاوف من مقتل جندي إيراني في الضربات الأمريكية، مشيرًا إلى أن طهران بدأت في تقليص دعمها لوكلائها الإقليميين والتركيز على التهديدات الأمريكية المباشرة، حيث أصبح التعامل مع "دونالد ترامب" أولوية قصوى في الأجندة الإيرانية.
وبحسب المصدر، فإن إيران ترى أن الحوثيين في وضع لا يسمح لهم بالاستمرار، معتبرة أن دعمهم لم يعد ذا جدوى.
وأضاف أن سياسة واشنطن تجاه المنطقة شهدت تحولًا جذريًا منذ تولي ترامب السلطة، إذ لجأ إلى تصعيد الضربات العسكرية على اليمن، وهو ما انعكس في تدمير أهداف استراتيجية وقتل قادة حوثيين بارزين.
الولايات المتحدة بدورها عززت وجودها العسكري في الشرق الأوسط، حيث أعلنت عن إرسال طائرات هجومية إضافية من طراز A-10 Thunderbolt II إلى المنطقة، كما اتجهت حاملة الطائرات الأمريكية "كارل فينسون" نحو الشرق الأوسط لدعم "هاري ترومان".
ويبدو أن الحوثيين يحاولون ملء الفراغ الذي تركه حزب الله المتراجع، حيث أصبحوا في طليعة المواجهة ضد إسرائيل، مستغلين التصعيد الإقليمي لتعزيز مكانتهم.
ومع ذلك، فإن الوضع الداخلي في اليمن يشير إلى تزايد الاستياء الشعبي تجاه الجماعة، وسط أزمة اقتصادية خانقة وضرائب مرهقة، مما يضع مستقبلهم على المحك.