كشفت مصادر وثيقة هوية القيادي الحوثي صالح السهيلي الذي جرى استهداف منزله في مديرية شعوب شمالي العاصمة المحتلة صنعاء، مشيرة إلى أنه كُلّف بمراقبة ورصد تحركات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، قبل مقتله على يد المليشيا في ديسمبر عام 2017.
وأكدت مصادر عسكرية، أن "الغارات الأمريكية التي شُنّت مساء أمس الأحد على صنعاء في شعوب بمنطقة سعوان - شعب الحافة، استهدفت مبنى سكني يحتوي على مخبأ سري به معدات عسكرية ولوجستية وذخائر".
وأضافت المصادر: "استهدفت ضربة أخرى تجمع قيادات حوثية أثناء تواجدهم في منزل الشيخ القبلي والقيادي الحوثي صالح السهيلي، أثناء عقدهم اجتماع، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من عناصر الميليشيا، إلى جانب سقوط قتلى وجرحى من أفراد أسرة السهيلي، بالإضافة إلى مواطنين تجاور منازلهم منزل القيادي الحوثي".
وتضاربت الأنباء بشأن مصرع السهيلي من عدمه، ففي حين أكد مسؤول يمني مقتله، نشر أحد المقربين من السهيلي عبر صفحته على "فيس بوك"، أن صالح السهيلي ابن عمه، تعرض لإصابات بالغة، نُقل على إثرها رفقة زوجته إلى العناية المركزة، وفق قوله.
ويعد صالح علي السهيلي، أحد أبرز المشرفين الحوثيين في مديرية شعوب، إذ كان يدير شبكة تقوم بمهام التعبئة والحشد لمصلحة الحوثيين، وتجنيد المقاتلين وإرسالهم كتعزيزات إلى الجبهات، فضلًا عن تنفيذ جرائم قتل وخطف ونهب وسلب، حيث عانى من أذاه الكثير من الأسر اليمنية القاطنة في تلك المنطقة.
وانضم السهيلي إلى صفوف الحوثيين، في الحرب الأولى في العام 2004، والتي اندلعت بين قوات الجيش اليمني، إبان حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، والحوثيين، في محافظة صعدة شمالي صنعاء.
وتذكر المعلومات عن السهيلي، أنه يرتبط بعلاقات قوية مع القيادات الحوثية العليا، كما أنه كان مقربا من زعيم الحوثيين السابق حسين بدر الدين الحوثي، الشقيق الأكبر لزعيمهم الحالي عبد الملك الحوثي.
وقيل عنه أنه "من الشخصيات التي استضافت في مراحل سابقة السفير الإيراني الصريع حسن إيرلو، ما يشير إلى مدى قربه من مركز القرار داخل الميليشيات الإرهابية الحوثية".
وعمل السهيلي، في جهاز الأمن الوقائي الجهادي، التابع للحوثيين، ويرتبط هذا الجهاز بزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي، وبعد تمكن الحوثيين من إسقاط صنعاء في سبتمبر/ أيلول من العام 2014، تم ترقيته إلى رتبة عميد.
وكُلّف إلى جانب قيادات حوثية أمنية وميدانية أخرى، بمراقبة ورصد تحركات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، قبل مقتله على يد الحوثيين في ديسمبر من العام 2017.
والسهيلي، أحد أبناء منطقة حراز في مديرية مناخة إلى الغرب من صنعاء، ومع تكليفه بإدارة منطقة شعوب، تم نقل سكنه إلى أحد المنازل المتواجدة في المديرية شمالي صنعاء، ويظهر أمام العامة كشيخ قبلي مناصر وداعم كبير للحوثيين.
وحمّل الناشطون اليمنيون ميليشيا الحوثي الإرهابية، المسؤولية الكاملة جراء سقوط المدنيين والأسر اليمنية كضحايا للغارات الأمريكية، لا سيما أن غالبية القيادات الحوثية باتت تتحرك وتتواجد وسط الأهالي وتتخذ من الأحياء السكنية مقرًا لإقامتهم.
وشوهد قبيل ساعات من استهداف منزل السهيلي، بحسب شهادات مصادر محلية، تحليق طائرات مسيّرة استطلاعية، تحوم بعلو منخفض في أجواء وسماء المنطقة المستهدفة، والتي يبدو أنها رصدت تنقل ودخول الحوثيين إلى منزل السهيلي.
و تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، مقطع فيديو قديم للشيخ صالح السهيلي وهو يلقي كلمة حماسية خلال فعالية نظمتها الميليشيا الحوثية تحت عنوان "أسبوع الشهيد".
وتُعرف هذه الفعالية بأنها منصة تستخدمها الجماعة لتعبئة وتحشيد الأنصار واستقطاب المزيد من المؤيدين لصفوفها وأهدافها.
وخلال كلمته، لم يتردد السهيلي في الإشادة بـ "الشهداء العظماء"، وهو مصطلح دأبت الميليشيا الحوثية على استخدامه للإشارة إلى قتلاها في مختلف المعارك.
وقد أكد السهيلي في خطابه حينها على المكانة الرفيعة والأهمية الكبيرة لهؤلاء القتلى، وذلك في سياق دعائي يخدم أهداف الجماعة.
وتأتي تصريحات الشيخ السهيلي في هذا الفيديو، الذي بثته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، في تعارض واضح مع بعض الروايات التي حاولت تقديمه كمدني عادي لا تربطه صلة قوية بالجماعة. ففي كلمته، وجه السهيلي حديثه إلى اليمنيين وعموم الشعوب العربية قائلاً بثقة: "أنا على علم بأن اليمنيين يعرفون من هم الشهداء العظماء"، بل وأضاف بعبارات صريحة تعكس تأييده للمشروع الحوثي: "ومهما قلنا في حقهم فهو قليل قليل قليل.. الشهداء العظماء...".