في ضربة نوعية وصفت بالأكثر دقة منذ بدء العمليات، كشفت مصادر مطلعة عن مقتل 10 من كبار مهندسي منظومة الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تُهرّب من إيران إلى مليشيا الحوثي، بينهم عناصر من "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني، وذلك إثر غارة جوية أمريكية استهدفتهم خلال الساعات القليلة الماضية، داخل أحد الأحياء السكنية بمحافظة الحديدة.
وبحسب المعلومات، فإن طائرات أمريكية نفذت مساء أمس الثلاثاء هجوماً مباشراً استهدف اجتماعاً سرياً عُقد داخل منزل قيادي حوثي بارز في حي "أمين مقبل"، قرب مبنى الدائرة الهندسية العسكرية بمديرية الحزم. وأسفر الهجوم عن مقتل القيادات العشر، وإصابة 16 آخرين من العناصر الأمنية والمرافقة، بعضهم في حالة حرجة.
وأكدت المصادر أن هذا الاجتماع كان مخصصاً لمناقشة تطوير وتوسيع شبكة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية التي تعتمد عليها الميليشيا في تهديد الملاحة الدولية. وتُعد هذه المنظومة بمثابة "الذراع الاستراتيجية" للحوثيين، والتي لوّحوا باستخدامها مراراً خلال الشهور الماضية.
وتأتي هذه الضربة ضمن سلسلة عمليات مكثفة شنتها القوات الأمريكية مؤخراً، استهدفت اجتماعات وقيادات حوثية وأهدافاً متحركة في صنعاء وجنوب الحديدة.
وقد تسببت هذه الهجمات بحالة من الهلع والارتباك داخل صفوف الميليشيا، التي سارعت إلى شن حملات اعتقال واسعة في عدد من المحافظات، بينها الحديدة وصعدة وحجة.
وفي محاولة لرفع المعنويات، سارع الحوثيون إلى إعلان تنفيذ هجمات ضد القوات الأمريكية في البحر الأحمر، إلا أن مراقبين اعتبروا ذلك مجرد دعاية لامتصاص الصدمة، خاصة في ظل تصاعد الخلافات الداخلية بين القيادات الحوثية، وانسحاب بعض القبائل من أي تحركات تعبئة جديدة.
وتؤكد تصريحات أمريكية رسمية أن الغارات الحالية تركز على تفكيك البنية التحتية لصواريخ ومسيّرات إيران في اليمن، واستهداف القيادات المسؤولة عن إدارتها وتطويرها، ما يشير إلى تحول جذري في استراتيجية الردع تجاه الحوثيين وحلفائهم في المنطقة.