آخر تحديث :الأربعاء-21 أغسطس 2024-03:39م

البنك المركزي يخوض معركة اليمنيين

الإثنين - 15 يوليه 2024 - الساعة 01:35 ص

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


أثارت رسالة المبعوث الأممي لمجلس القيادة الرئاسي بشأن الحالة الاقتصادية لغطًا واسعًا حول مغزاها وتوقيتها.

وتشير الدلائل إلى تعاطي مجلس القيادة بحنكة ودبلوماسية ومسؤوية وطنية ازاءها ، على غير ما اعتاد عليه المتوقعون في الانجرار وراء المقررات الأممية على غرار استوكهولم واخواتها .

ظلت المعركة الاقتصادية مؤجلة والجانب الحوثي يعبث بالورقة الاقتصادية التي ظن خطأ انه في منأى عنها وان عبثه سيطول ، حتى جاءت اللحظة المناسبة لتحريك الورقة المؤجلة من أجل إنقاذ العملية النقدية والمصرفية من الانهيار والعبث ، وتحريرهما من السطو السياسي.

ربما معركة البنك المركزي اليمني أشد وقعًا من سواها على الأوضاع المعيشية للمواطن ، رغم انها حاسمة اقتصاديًا وفاصلة وطنيًا ،
معركة من شانها ان تفضي للدخول في فصل جديد من المشاورات الاقتصادية ،
ولعل رسالة المبعوث الاممي ليدر كينج لمجلس القيادة تصب في هذا الاتجاه ،وسنشهد جولات من المشاورات .

رسالة المبعوث نتاج طبيعي للمعركة التي يخوضها البنك المركزي عبر قراراته التي فاقت في قدرتها وفاعليتها كل القذائف ، والخطط العسكرية .

ولمن يتابع سيجد ان تدخل المبعوث بورقته الأخيرة ليست أكثر من ترجمة لحالة العويل والتخبط للطرف الحوثي الذي سقطت رهاناته أمام قرارات البنك ، فأخذ يتوعد ويطلق التهديدات يمنة ويسرة ، وفهمت على أنها دعوة للتدخل والانقاذ ، ولم تفهم على أنها تصعيد عسكري ، وإن حاول استجماع كل أدوات الضغط .

من الواضح أن الحوثي سيخوض معركة غير متكافئة مع الشرعية التي تمتلك زمام المبادرة في الورقة الاقتصادية ..

وتجدر الإشارة هنا ألى أن معركة البنك المركزي لا تخص فئة أو طائفة أو حتى طرف الشرعية بقدر ما هي معركة نيابة عن الشعب اليمني التواق إلى تحسين أوضاعه الاقتصادية، وتعافي عملته الوطنية، واستعادة قيمتها أمام العملات الأخرى بما يضمن تحسن في قدرتها الشرائية .