آخر تحديث :السبت-12 أكتوبر 2024-02:06ص

الخطة B.. البدء بتكسير الحوثي

السبت - 12 أكتوبر 2024 - الساعة 01:01 ص

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


اللغم الموارب الذي ينتظر من يدوس عليه بقدم الأحداث، لينفجر في وجه الجميع ، الحوثي هو ذلك اللغم المرئي الذي يعلم الجميع مدى خطورته ، ويفكر هذا الجميع بتفكيكه بطرق عدة ، جرى فيها تجريب الإحتواء عبر فتح الآفاق السياسية في وجه الحوثي ، وإخراجه من عزلته في المنطقة وتسويقه بمنحه مقصورة متقدمة في قطار التسوية دون أن يروض وحش فرانكشتاين.


في تحول الصراع من محلي بين أطراف داخلية متناحرة ، إلى إقليمي يشتبك مع الإستحقاقات الدولية ، بات تجريب الخطة B هو الخيار الأمثل بنزع صاعق تفجير المنطقة ،وإكمال شد طوق الحصار من حول تمدد النفوذ الإيراني ، بعد توجيه ضربات مميته لخط دفاعه الأول ورافعته المذهبية حزب الله .


طرح الخيار البديل عن الاحتواء السياسي للحوثي، بضربه وإصطياد قياداته وإنهاكه عسكرياً ، يجري إخراجه من طور التفكير إلى مستوى ماقبل الأمر العملاني، يتزامن هذا مع إطلاق يد إسرائيل للرد على إيران وإيلامها في أهم مراكز قوتها الطاقة والنووي، لتذهب بعدها المنطقة إلى ترتيب خارطة جديدة، ومعادلة تحد من تغول طهران تضعف الأدوات الطائفية،

وتدمج إسرائيل أكثر في إدارة الشأن العسكري لمنطقة شرق أوسط جديد، تتدحرج تل أبيب فيه إلى مادون مرتبة العدو ، وتصعد طهران لتحتل خانه الخصم الرئيس.


ومع بروز ملامح توجه القوى الكبرى تبقى روسيا عقدة المنشار، والصين يمكن ترضيتها بضمان مصالحها التجارية إن لم يكن تكثيرها، أسابيع قليلة ويتضح الموقف الروسي أكثر أما بالانخراط المباشر في الصراع الإقليمي بالإنحياز لصف إيران ومابقي لها من أذرع ، أو إنكفاء موسكو إلى داخل رقعتها السيادية والإنشغال بملفاتها الداخلية ، إنخراط وإنكفاء مرهون بنتائج الإنتخابات الإمريكية ،وتسوية الحرب الأوكرانية الروسية سلمياً حال فوز ترامب، والعكس حال وصول هاريس لكرسي البيت الأبيض.


يجمع الإقليم بما فيه السعودية أن الحوثي خطر بإستئصاله تكون المنطقة أكثر أمناً وأفضل ، وهو إدراك لا يُخرِج الرياض من مساحة المناورة المحسوبة بالإنفتاح على سلام مع الحوثي لشراء الوقت ، والذهاب من جهة موازية بعيداً بمباركة شرق أوسط جديد بلا نفوذ لإيران.


ستحارب طهران حتى آخر رجل حوثي للبقاء لاعباً في المنطقة، وستدخل مع المصالح الإمريكية بمعادلة صفرية تتخطى حافة الهاوية إلى قاع الهاوية نفسها ، بإعطاء الضوء الأخضر والتوجيه العملياتي بتدمير البنية التحية الإقتصادية لمصالح الولايات المتحدة والرياض بقصف منشآت النفط وتكثيف العمليات الحربية في البحرين الأحمر والعرب وخليج عدن والمحيط الهندي ، وقطع إمدادات الطاقة وسلاسل التجارة عن العالم ، وربما تخطو إيران خطوتها الإنتحارية الأخيرة في حال تخطت المواجهة كل الحسابات ، بتلغيم مضيق هرمز ،وهنا تتحول الحرب من حرب نيابة إلى حروب مباشرة تجري بالأصالة ، ويجد اليمن نفسه في إصطفافات هو فيها مجرد بندقية يخوض حروب الآخرين ويخرج منها بلا مكاسب.

بجملة ختامية:

لا تقليص لنفوذ إيران من غير البدء بتكسير الحوثي، وهي أولوية تحظى بالإجماع.