في مثل هذا اليوم (الاسود) في تاريخ اليمن الجمهوري تم فيه الاجهاز على مشروع اليمن الحديث في ال 11 من اكتوبر 1977م ،اليوم الذي فقدت اليمن استقلال قرارها الوطني .
حيث شهدت ابشع جريمة سياسية في المنطقة راح ضحيتها رئيس الجمهورية وشقيقه ،وابرز رجالات دولته ،في عملية تصفية غادر شاركت فيها اطراف اقليمية ممثلة بالاسرة الحاكمة في السعودية ،وسلطة العراق البعثية ،ومخابرات دول : فرنسية وامريكية ،بالاضافة الى اياد محلية ممثلة باحمد حسين الغشمي،وعلي عبدالله صالح ،وعلي محسن الاحمر ،وعبدالله الاحمر ،ومحسن اليوسفي ،والحاوري ،وقطينة ،وخميس ومن لف لفهم ..
مايزال اليمنيون يحيون هذا اليوم الاسود في تاريخ بلادهم باعادة نقل مشاهد المذبحة المروعة في مرويات باتت اشبه بيقين حول اطراف المذبحة ، وتشهد الاوساط الشعبية حالة محاكمة كلما ذكرت الواقعة او تطرق لاي من الايادي المنفذة لمذبحة المشروع الوطني ،او استعادة ذكرى او الوقوف على العصر الذهبي للثورة اليمنية ،اي من ذلك يقود حتما الى محاكمة الايادي الاثمة في حق الوطن واليمنين وتسببوا في ضياع الجمهورية واوصلونا الى مانحن فيه اليوم .
ويعزو مراقبون ما آلت اليه البلاد اليوم الى ذلك اليوم الاسود ،الذي حرف المسار من حكم للتصحيح وبناء الدولة الى حكم للفساد وحالة اللادولة وتسلط قبيلة لادارة شان الدولة ،
اليوم الاسود نقطة فارقة في تاريخ اليمن له مابعده ،فقد حدث تحول خطير اذ انحدر العمل الوطني الى ادنى مستوياته ،بفعل تآكل القيم الجمهورية والانحراف عن خط الثورة ومشروع بناء الدولة ،والعمل على اضعاف بنى الدولة الحديثة واحلال قيم بديلة عنها .
11 اكتوبر 77م يوم اسود كان مقدمة طبيعية لايلول الاسود الذي شهدناه في 2014م .
القوى المجمهرة انقضت في اليوم الاسود على الحكم كوكيل حصري للجارة الشقيقة لتسقط الجمهورية لاول مرة في احضان الجارة الشقيقة ،التي سعت لاسقاط صنعاء وفشلت خلال حربها ضد الجمهورية من 62م وحتى 11 اكتوبر 77م وهو اليوم الذي تمكنت الرياض من اسقاط جمهورية الحديقة الخلفية ،
اليمنيون بمحاكمتهم للايادي الاثمة انما يتاسون لفقدان استقلال القرار الوطني ..