آخر تحديث :الإثنين-21 أكتوبر 2024-02:14ص

تأملات في فلسفة الزمن والمكان والإنسان

الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 01:26 ص

د. قاسم المحبشي
بقلم: د. قاسم المحبشي
- ارشيف الكاتب


للجغرافيا حضور بوسائل شتي ولكنها دوما بلا

أجنحة، أما التاريخ فهو ذاكرة الزمان والمكان!


لكل كائن حي علاقته الشخصية الحميمة مع الزمن بوصفه زمن حياته وذكريات أوقاته فلا أحد يعلم ماذا حدث معك أمس أو قبله؟ أو ماذا يعني لك اليوم؟ وبماذا يذكرك اليوم ؟ لا أحد يعلم بذلك غيرك أنت وربما بعض الذين تحبهم وترتبط بهم ارتباط حياتي تزامني؛ بل حتى اولئك يجهلون تفاصيل كثيرة جدا عنك وعن لحظات حياتك فمن ذا الذي يعرف اين أمسيت البارحة؟ وماذا كنت تفعل بعد منتصف الليل ؟ ومن الذي يعرف اين انت الآن وماذا تفعل؟ ومن الذي يعرف ماذا فعلت أنا في صباح يوم 23 سبتمبر 2004م واين؟ ومن ذا الذي يعرف ماذا فعلت هي ( صديقتنا) صباح اليوم؟ ومن الذي يعرف أين أنت تقرأ هذا المنشور الآن . الخ فلا معنى للزمان والمكان بدون الناس الذين يعيشون الحياة بلا مزايا التي نمنحها تسعة أعشار وقتنا، الذي نعيشه في عالمنا الواقعي المعيشي الحي الفوري، بلا ماض ولا مستقبل، عالم اللحظة الحاضرة الراهنة المباشرة، عالم الحياة، وتدفقها بـملموسيتها وكليتها، أي الحياة اليومية البسيطة المملوءة بالانشغالات الروتينية، والمتطلبات المعيشية الملحَّة الصغيرة، والروتينية، التي تستغرق الكائن الاجتماعي الساعي إلى إشباع حاجاته بمختلف الوسائل والسبل والحيل، والتقنيات، والعادات والتقاليد، والأساليب والصراعات، والرهانات والتفاعلات، والنجاحات والإخفاقات، والمكاسب، وكل أنماط العلاقات والممارسات اليومية، التي ننهمك فيها وتشكِّل فعلاً عصب الجسد الاجتماعي برمَّته، أي الحياة بلا مزايا، التي يسمِّيها عالم الاجتماع جلبر دوران بـ «الجو الخانق» وكما أن الزمن هو قانون الحياة ومنظمها فكذلك هو المكان سياقها وإطارها الذي يستحيل أن تكون بدونه فالمكان هو البعد الأساسي للكائن الحي. كون، كان، مكان ، كائن، كيان، كينونة، مكين، تمكين وغير ذلك من الأسماء والصفات التي تدل على المكان بوصفه كيانا مشخصا متعينا للعيان. فلا كيان بلا مكان وليس شخصا ذلك الذي لاينتمي إلى أي مكان. فالمكان هو الثابت الدائم الذي يمنح الإنسان كينونته الوجودية في هذا العالم. ولا كينونة خارج المكان، أنه الأرض أو السطح الذي يحتوي الأجسام كلها بوصفها كياناتا وكائناتا محسوسة ملموسة يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو بالتلسكوبات الرقمية. فلا شيء خارج الأمكنة التي تحيط بالكائنات من جميع الجهات. الأمكنة هي لغة الكينونة الأصلية التي تقول كل شيء دون أن تتكلم! صمتها يدل عليها وصخبها يمنحها هويتها. لغة بصرية وسمعية زاخر بالمعاني الدلالات المفعمة والأسطح والأبعاد والامتدادات والنتوءات والانحدارات والفضاءات والألوان والضلالات بالأنوار والظلمات. أنها قاع كل شيء وأصل كل كيان من الكون ذاته إلى أصغر ذراته. للأمكنة سطوتها وسلطتها القاهرة التي يستحيل الهرب منها أو تجاوزها فكل ما تستطيعه الكائنات بإزائها هو التكيف معها بإعادة تأثيثها بالوسائل الممكنة. وهذا هو كل ما يستطيع بلوغه الإنسان في هندسة المكان وتسويسه بما يجعله قابلة للعيش والتمكين أما الحيوانات فهي تعيش المكان بطبيعته الأصلية وبغريزتها الفطرية. الإنسان وحده عبر تاريخ الطويل الذي تمكن من منح المكان ملامحه الإنسانية بالفعل والنشاط والانفعال والبناء والتعمير والتنمية وبهذا المعنى يمكن القول أن الجغرافيا تحضر بصور شتى أما التاريخ فهو ذاكرة الزمان والمكان. لقد شكّل المكان منذ الكينونة الأولى لحياة الإنسان وما زال يشكّل وسيستمر محور الرهان الجيوبوليتيكي في صراع القوى الفاعلة على كوكب الأرض وهذا هو موضوع كتاب روبرت كابلان انتقام المكان." ثمة مكانٌ جيدٌ لفهمِ الحاضر، ولطرح الأسئلة حولَ المستقبل، وهو أديمُ الأرض، مع السَّفر فوقها بأبطأ ما يمكن"( ينظر, روبرت كابلان، انتقام الجغرافيا، سلسلة عالم المعرفة الكويتية، عدد420، أبريل 2015)

وهكذا يمكننا القول إن هناك شفرة رهيفة للمعنى عند كل إنسان لا يمكن إن تنفتح للفهم بالقراءة التقليدية بل لابد من شحذ الذهن وعصر الدماغ حتى يبلغ أوج يقظته بما يمكنه من استقبال شرارة الفكرة اشبه بقدح زناد العقل اليقظ. فما الذي يعنيه الفيلسوف إمانويل كانط بان الزمان والمكان مجرد مقولتين لتنظيم التفكير لا وجود لهما في الواقع المادي إذ إن الشمس حينما تبزغ لا تخبرنا باسم الوقت فيما إذا كان فجرا أو يوما لا شيء من اسماء الزمن والأوقات في حركة الشمس والكواكب والمجرات. ثمة حركة دائمة فقط والإنسان هو الذي حولها إلى زمان متعاقب اللحظات ومنحها أسماءها في ثواني ودقائق وساعات وأيام وأسابيع وأشهر وأعوام وعقود وقرون .الخ وقس على ذلك فيما يتصل بالمكان وأبعاده وجهاته فلا يوجد تحت وفوق وشمال وجنوب وشرق وغرب في الوجود الواقعي ذاته بل نحن الذي يمنح الامكنة اسمائهم وصفاتها وهكذا الحال فيما يتصل بقانون العلية والاستقراء الذي برهن هيوم على استحالته العلمية بقوله ما الذي يؤكد بان كل البطط بيضاء أو كل الغربان سوداء ؟

ولما كان الإنسان كائناً زمنياً، فان التفكير في التاريخ جزء من انشغالاته، وكل نظرة في التاريخ تظهر موقف الإنسان من الزمان ومداراته فالإنسان هو الكائن الزماني الوحيد، لأنه مفطور على حاستي الذاكرة والوعي والتوقع، اذ ينظم حياته داخل شبكة نسيجها الماضي والحاضر والمستقبل. ويرى شبنجلر ان كلمة "الزمان لا معنى لها عند الرجل الفطري، فهو يحيا دون ان يكون في حاجة الى ادراك الزمان، لان كل ادراك انما ينشأ عن الشعور بالحاجة الى المعارضة، بين شي بشي، ومثل هذا الشعور لا مجال لوجوده عند الفطري، لانه لا يزال يتصور الوجود على انه تاريخ ولم يتصوره بعد بعده طبيعة. ولكن ليس معنى هذا ان الفطري ليس له زمان، كلا، انه له زمان ولكن ليس لديه شعور بهذا الزمان.

وهكذا فان أكثر المجتمعات القديمة لم تكن لديها أية فكرة ولو غامضة عن الزمن تاريخاً، بل ولم يكن لديها أي مقتضى لاستخدام نوع الزمن المقسم على "ساعات بالصورة المطلقة الموحدة المطردة" الذي تاخذ به حضارتنا مأخذ التسليم البديهي, وخلاصة القول ان الزمان كما تصورته معظم مجتمعات العالم يتصف بخاصيتين:

1- انه كان مقياسا لتعاقب المواسم الزراعية، وأماد الحياة (الميلاد والحياة والموت) استناداً الى المعيار الانساني، ومن ثم كان شعبياً شخصياً ذاتياً.

2- الزمان بوصفه تجربة متميزة في جوهره بالتواتر والتكرار فهو ينطوي على ادوار متعاقبة للاحداث الميلاد والموت والنمو والانحلال بحيث يعكس دورات الشمس والقمر والفصول والوقت المناسب لاداء الاشياء ياتي مرة تلو الاخرى في مدد منتظمة.

لقد تبلورت هذه الخبرات في الاساطير والديانات القديمة في تصور دوري للتاريخ الكوني بأنه محكوم بثلاث حلقات هي "الميلاد والحياة والموت" وهذا ما عبرت عنه ملحمة "اله الطاعون" ايرا بكونها أقدم نص "في فلسفة التاريخ" فالتاريخ عنده يتجسد في نهضه تتبعها مرحلة أنحطاط وسقوط حضاري واضطراب في المعايير والتحلل اجتماعي وغزو اجنبي تليها مرحلة نهوض جديدة وتسقط فيها عوامل التخلف، وتعود الحياة في دورة جديدة"

ويشير البان ويدجيري الى ما تضمنته التأملات الصينية عن الزمان والتاريخ في مفهومي اليان واليانج، الحركة والسكون.

ان البحث عن شي يتصف بالدوام، هو من اعمق الغرائز التي تؤدي بالانسان الى الدين والفلسفة، ولا شك انه مشتق من حب الانسان داره ورغبته في مأوى يسكن اليه من الخطر والجوع والتشرد، والضعف والعجز والموت. قال تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت % الذي اطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفاً) وأول المدنية كهف او مغارة او موطئ قدم يحتله الانسان ويجد فيه اسباب العافية والامن والامان فيدافع عنه وطناً في العراء قبل اللجوء الى الكهوف والمغارات، واول الحضارة هو الاحساس بالخوف من العجز والوحدة. كل هذه الاحساسات التي تنتاب الانسان في جميع الازمنة وفي كل مكان وفي جميع العصور هي فطرة وغزيرة وطبع دفعه للبحث عن حلول عملية لها. وفي الاسطورة اليونانية كان الشاعر "هيزيود" يرى ان الكون كله تحكمه عملية اضمحلال متوالية بدء من عصر ذهبي كانت الالهة هي التي تحكم فيه والناس يعيشون في سلام ووئام يتبعه عصر فضي ثم عصر برونزي واخيراً عصر حديدي يضطر فيه الناس للعيش بعرق جبينهم ويعانون مصيرهم، وكلمة "الزمن" باليونانية "كارونوس" هي اسم الاله الذي التهم اطفاله، واوديب عند "سوفوكليس" كان يعبر عن ذلك بقوله:


" الزمن يدمر كل شي

لا احد بمأمن من الموت سوى الالهة

الأرض تفنى.. كل شي الى زوال

حتى الثقة بين الناس تذوى،

ويحل محلها عدم الثقة

الاصدقاء ينقلبون على الاصدقاء

والمدن على المدن

مع الزمن.. كل شي يتغير البهجة الى مرارة

حتى البغضاء تتحول الى حب"


وكلمة "الزمن" باليونانية "كارونوس"(*) هي اسم الاله الذي التهم اطفاله، واوديب عند "سوفوكليس" هو الذي عبر عن تراجيديا الحياة والموت بهذه الكلمات الشجية. هذا الوعي الفطري بالطبيعة العابرة للحياة الانسانية والتغير والتبدل المستمر الذي يسري على الكون كله كان ولازال مبعث كل الأديان والفلسفات الكبرى فالخبرة اليومية بالولادة والحياة والموت، لا سيما سر الموت ورهبته، دفعت الإنسان الى الاعتقاد في عالم سحري ملئ بالارواح وطقوس الموتى. كان الانسان مدمجاً بالطبيعة وكانت الاسطورة هي الافق الممكن للتفكير والمعرفة والحياة, "فالاسطورة كانت النظام الفكري المتكامل الذي استوعب قلق الانسان الوجودي، وتوقه الابدي للكشف عن الالغاز والغوامض والمشكلات التي يطرحها محيطه" إذّاك لم يكن الناس اصحاب عقلية تاريخية لان الوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، لا يحدثهم عن التاريخ ولكنه يحدثهم عن الطبيعة، وهذا ما تنبأ عنه اعيادهم الاحتفالية الموسمية.كانت اياما لم يسجلها التاريخ، بل هي ايام السنة الزراعية التي تتعاقب في كل عام وهذا يصدق على ما قاله المؤرخ الانجليزي (ادوار كار) "يبدأ التاريخ حين يبدا الناس في التفكير بانقضاء الزمن ليس بمعايير السياقات الطبيعية- دورة الفصول، وآماد الحياة البشرية، وانما بوصفه سلسلة من الاحداث المحددة التي ينخرط الناس فيها ويؤثرون فيها بصورة واعية". او كما عبر ايكهارات "التاريخ هو انقطاع مع الطبيعة يحدث استيقاظا للوعي"وهذا ما يراه "اريك فروم" في كتابه "الخوف من الحرية" بقوله: بدا التاريخ الاجتماعي للانسان ببزوغه من حالة التوحد مع العالم الطبيعي الى وعيه بنفسه كذاتية منفصلة عن الطبيعة والناس المحيطين به) ان احساس الانسان بتفاهته وضآلته مقارنة مع بالكون والاخرين يشعره بحاجة الى التوحد بالكون والمجتمع، وما لم يحدث التعلق، ما لم يكن لحياته معنى ما واتجاه ما، فانه يشعر بانه شبيه بهبوةالتراب وتقهره تفاهته الفردية وضعفه وعجزه ومحدوديته ان البحث عن شي يتصف بالدوام، هو من اعمق الغرائز التي تؤدي بالانسان الى الدين والفلسفة، ولا شك انه مشتق من حب الانسان داره ورغبته في مأوى يسكن اليه من الخطر والجوع والتشرد، والضعف والعجز والموت. قال تعالى (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوفاً)

ان البحث عن القوي الدائم الثابت الازلي، البحث عن المعنى حيث لا معنى، البحث عن النظام فيما وراء الفوضى، البحث عن الواحد فيما وراء الكثير، البحث عن الابدي خلف الزمني، البحث عن الخلود فيما وراء الموت والفناء، البحث عن الحاضر فيما وراء الزائل هي من أقوى الدوافع في ذات الانسان, بل ان الظروف الفسيولوجية والحاجة الى الحفاظ على الذات ليست هي الجانب الوحيد في طبيعة الانسان، بل هناك جانب اخر ضاغط بالمثل وهو جانب ليس قائماً في العمليات الجسمانية بل هو قائم في صميم الحالة الانسانية وممارسة الحياة الا وهو الحاجة الى التعلق بالعالم خارج النفس الفردية الحاجة الى تجنب الوحدة، "ان الشعور بالوحدة والعزلة تماما يفضي الى الموت، حتى روبنسون كروزو المنفرد كان يصحبه "فرايداي" بدونه كان من المحتمل ان يموت" ان احساس الانسان بتفاهته وضآلته مقارنة مع بالكون والاخرين يشعره بحاجة الى التوحد بالكون والمجتمع، وما لم يحدث التعلق، ما لم يكن لحياته معنى ما واتجاه ما، فانه يشعر بانه شبيه بهبوةالتراب وتقهره تفاهته الفردية وضعفه وعجزه ومحدوديته, لقد دفع الانسان خوفه الشديد من التغير والزمان الى البحث عن الله الواحد الاحد القوي الثابت قال تعالى: «فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين﴿76﴾ فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهدني ربي لاكونن من الضالين﴿77﴾ فلما رأى الشمس بازعة قال هذا ربي هذا اكبر، فلما أفلت قال يا قوم اني برئ مما تشركون﴿78﴾ اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والارض، حنيفا وما أنا من المشركين» يقول كولن ويلسون: «والحق ان الدين نفسه استجابة للغز الزمان الاساسي . افتقار الانسان الى الامن حين يحيا في الحاضر. واعياً بابعاد الماضي والحاضر التي تسحقه في كون لا يمتلك سلطاناً مباشراً عليه والمحاط بخطر الموت والفناء الظاهري. "والحل الذي تقدمه معظم الاديان هو تأكيد على نمط للوجود يتحقق بالخلود والتعالي والابدية، بغير بداية ولا نهاية مبرءاً من الاخطاء ومنزهاً من التغير فالدين يعمد الى ادماج الحاضر الأرضي والطبيعي والإنساني في الماضي والمستقبل" وقد كان الخوف أساس الطوطمة، فتطور حتى أصبح حبا فشعائر وعادة للاسلاف وقد كانت العبقرية اليونانية في تفسيرها للتاريخ والزمان تنطلق من التجربة الإنسانية في التغيرات الجسدية.. من الميلاد والطفولة إلى النضج والانهيار الحتمي للقدرات الجسمية والعضلية في الهرم.فالزمن عندهم هو التغيير، ما كنا عليه وما نحن عليه الان سوف ينتهي، سواء كان جيداً او سيئاً او وسطاً بينهما.

و تعد ملحمة جلجامش الرافدية، أهم وأكمل عمل إبداعي أسطوري شعري، كتبت سطوره منذ العهد السومري في المرحلة الواقعة بين (2750و2350) قبل الميلاد عن الملك جلجامش الذي عاش في مدينة أوروك «الوركاء» الواقعة في وادي الرافدين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وقد تشكلت حول شخصه باقة من الحكايات الأسطورية والبطولية، التي تسرد أخبار أعماله الخارقة، وسعيه المستميت إلى معرفة سر الحياة الخالدة.


إلى أين أنت ذاهب يا جلجامش

إن الحياة التي تبتغيها سوف لا تجدها

عندما خلقت الآلهة البشر،

فرضت عليهم الموت

واستأثرت بالخلود لذاتها