“سنوجه ضربات تكسر أسنان إسرائيل” ، هكذا هدد خامنئي الكيان، وطهران لم تنفض بعد عن جسد مؤسساتها العسكرية غبار البارود ولم تلملم نثار مصانعها الحربية، التي دمرتها الغارات الإسرائيلية، وأخرجت مصانع الصواريخ عن العمل لمدة عام على الأقل.
قائد الحرس الثوري هو الآخر منفصل عما يحدث ، حين يراهن على محور المقاومة في تأديب ليس تل أبيب وحدها بل وواشنطن ، متخطياً حالة الإحتضار الذي يعيشه رأس المحور حزب الله ،وحشرجة موته بعد العصف بقيادات الصف الأول والثاني، وكل الملاك القيادي العسكري، في ما سورية ساحة تعقب جنرالات إيران وتصفيتهم تباعاً، وحوثي اليمن يستعد لتأبينه وإرساله إلى جحيم الآخرة.
الحديث عن ضربة يروج لها رأس النظام الإيراني ،محاولة لترميم تصدعات الحضور ورفع أسهمه وسط بيئته الحاضنة ، وضخ بالونات دعائية عن قدرة لم تعد قائمة على الأرض ، وعن فعالية تردت إلى القاع ليحل محلها العجز الفاضح ،وتقليص خيارات الحركة وممكنات إعادة الإعتبار لكرامة مهدرة.
إيران تهدد نعم ، ولكنها تحيل آلية التنفيذ للوكلاء ،وتعلن إن الرد الإنتقامي سيأتي من العراق، في ما الطرف الآخر لايعنيه من أين يآتي الرد ،فمن حيث آتى فإن إيران هي من ستُضرب ، وإن المعركة إلى جانب الأدوات في العراق واليمن ستشمل طهران ، وببنك أهداف ربما يذهب بعيداً نحو البنية التحتية النووية ، التي باتت مكشوفة بلا حماية صاروخية بعد الغارات الإسرائيلية السابقة.
واشنطن تحشد قاذفاتها الإستراتيجية B52 الخارقة للتحصينات الجبلية والتحت ارضية ، في رسالة موجهة لإيران والحوثي وسائر الوكلاء ، من أن الإدارة الإمريكية طرفاً في المواجهة ،وإنها لم تعد تستطيع أو هي غير راغبة في الضغط على إسرائيل ،وكبح جماح ردود فعلها الواسع النطاق ، حال تعرضت لقصف إيراني بالأصالة أو بالوكالة.
لايبدو إن طهران ستكسر قواعد اللعبة وتحارب بإسمها، وستظل ذات السياسة قائمة ،سياسة الحرب بصنائعها ، مع فارق إن الآخر إسرائيل هو من غير قواعد الإشتباك ، حيث رد فعله على هجمات فصائل الحرس الثوري في العراق واليمن سيكون في إيران ، على قاعدة ضرب الرأس المخطط أولاً ثم قطع الذيل تالياً أو نسف الإثنين معاً.
أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات الأمريكية وأياً كان القادم إلى البيت الأبيض، فإن الدولة الإمريكية العميقة ، تتفق على حماية أمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها، وإعتبارها -مهما كانت جرائمها- خارج المس أو حتى كسر التوازن مع جيرانها، مع فارق إن ترامب سيمنح تل أبيب شيكاً على بياض ،لاستهداف المنشآت النووية والقضاء على سياسة طهران بالحرب عبر الوكلاء بتدمير الأدوات.
خامنئي وهو يطلق تهديده بتكسير أسنان إسرائيل ، يتحسس ظهره خشية من كسر العمود الفقري لإيران جراء الرد الإسرائيلي ، وتقطيع مابقي لها من أذرع، وتهشيم نيبها الأخير في اليمن.