آخر تحديث :الأربعاء-16 أبريل 2025-02:03ص

دمج قسري.. وجروح لا تندمل

الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - الساعة 01:57 ص

صالح الحنشي
بقلم: صالح الحنشي
- ارشيف الكاتب


لاتستعجلو في اصدار الاحكام.اقرأوا التاريخ لتفهمو الحاضر

اتباع الحل الاسهل الذي يتم الاكتفاء فيه بتوجيه الاتهام لمن اختلفنا معه .ونعتبر اننا حسمنا هذه المشكله.. هذه مغالطة

ستعقد الامور اكثر

..

يستغرب البعض من ظاهرة خروج مكونات سياسية وكيانات اجتماعية في الجنوب ولايتوقف هذا التدفق بعكس الشمال..

ودائما يتم تفسير هذه الظاهره اما باتهام هذا المكون او ذاك بان خلفه قوى شمالية او خارجيه. وان هناك من يدفع عمدا لانشاء هذه المكونات..

ولكن اعتقد ان هناك جذور لهذه الظاهره تمتد الى ماقبل عام 67. وان الدمج القسري لمجتمعات الجنوب بعد 67 الذي اتخذ القوة الخيار الوحيد لتنفيذ هذه الخطوة دون دراسة هذه المجتمعات او اشراكها في حوار خرج بوفاق من الكل عن الطريقة واتفاق عن مايجب ان ينتج عن هذا الدمج من نتائج تحدد مستقبل يجد فيه الكل حقوقهم التي يستحقوها

هذه المكونات هي واحدة من الطرق التي يحاول الناس التعبير من خلالها ولو بشكل غير مباشر عن المشكلات التي خلفها الدمج القسري سابقا وبقت هذه المشكلات تحت السطح خلال مراحل مابعد 67 ومابعد عام 90 لكنها لم تموت.

ستجد مثلا في اطار المحافظة الواحدة ان مناطق تتحدث عن تعرضها للتهميش وتتهم مناطق اخرى بالهيمنه على كل شي باتجد الساحل يشكي التهميش. وان المرتفعات تهيمن على السلطه.

حتى في اطار المديرية باتسمع مثلا ابناء مركز المديرية التي هي المدينة يتهمون سكان ارياف المديرية بالهيمنة .صحيح ان هذه المشاكل لم تصل حد النزاع المباشر ولكنها مشاعر غبن تسكن في النفوس وقد يتم المجاهره بها احيانا عند ادنى خلافات

منذ الدمج بعد 67 والى يومنا هذا بمافيها حتى بعد عام 90 كان الانتماء السياسي هو المعيار لمنح الوظائف الحكوميه وكان لاتخاذ هكذا معيار دور كبير في تأصيل هذه التباينات لدى المجتمعات المحلية.

لم تتم دراسة هذه المجتمعات لمعرفة طبيعتها وتكويناتها لكي يتم الاخذ بها عند التعيين في الوظائف. ولم تتخذ الكفاءة كمعيار ليصبح بعد ذلك المقياس ماقدمه هذا اوذاك من تنمية للناس..


بانعطيكم هنا لمحة عن نموذج لهذه المجتمعات في المحافظات الجنوبية كيف تفكر ومالذي تقبل به ومالذي لاتقبل به.

عندما قررت بريطانيا ان تعمل حل لقبائل منطقة دثينه لدمجها في اطار سلطنة او اماره لكي يتم التعامل مع طرف واحد كباقي مناطق السلطنات والامارات الاخرى

طرحت بريطانيا اولا مشروع دمج قبائل منطقة دثينه بين سلطنتي الفضلي والعواذل.. وبذلت مساعي في هذا الاتجاه

ودشنت هذه المساعي بجمع قبائل دثينه في ميدان عام بحضور مسئول بريطاني واصطحب معه امرأة بريطانيه اعتقد انها استاذة علم اجتماع..

فكان الاتفاق ان تعمل القبائل محف في الميدان ويقول شعراء هذه القباىل الشعر في المحف. كان هذا بهدف معرفة الطريقة التي تفكر بها قبائل هذه المنطقة

خرج الشاعر ابو حمحة وقال

يااهل السياسة والبصر والمعرفة

لاتقربون الكيس دي لفعاه فيه

لابا مع الفضلي ولابا العوذلي

انا ميسري مكتوب وامي ميسرية

الحر اصله حر ماحد يملكه

لاجاز له بيعه ولاحد يشتريه


ثم جاء دور الشاعر. محمد علي فضل الصالحي وقال

حيا الله الليله برميان السلب

دي الدم لحمر من شوهدهن تلوح

ياذا وياذا وانت ياذا قل لذا

لاتنهلون. الشاه للذيب الشتوح

لاعد يشاريها وياكل لحمها

وانا حنبنا في الشبك لما الميوح

هو انتو تبو ماليتكم في ارضكم

والا تبوها تنقسم بين الجنوح

البنت حاضي عند بوها وامها

ماحد ملكها من زمن ادم ونوح

ان هو يباها قد عقدنا له بها

وان مايباها ريت بوها في الذلوح


ثم قال مسعود بن مقفل الوليدي

ماشي لنا سلطان ياسبلة عله

سلطاننا من سود زينات المتون

احنا دثينه شورها في كورها

تحكم على الصوران لما يسمعون


وكانوا يترجموا مايقوله الشعراء للبريطاني والضيفه التي جلبها معه.

ومارجح ان المراة هذه استاذة علم اجتماع انها بعد ان اكمل الشعراء ماجاءوا به في هذا المحفل

قالت هولاء يستحيل ان يقبلو بالانظمام الى السلطنتين العوذلي والفضلي. بل حتى ستكون هناك صعوبة ان يقبلو ان يكون امير من قبيله. لن تقبل القبائل الاخرى

فولدت الفكرة ان يتم تشكيل مجلس من 12 شخص يمثلون كل قبائل المنطقة

وتكون ولاية

ويكون لهذا المجلس رئيس من خارج هذه القبائل. المجلس المكون من 12 شخص قالو لالا رئيس لا

ملا ايش يكون؟

يكون نائب للمجلس مايقطع ويمنع عننا احنا نقطع ونمنع وهو يكون رئيس بمهام نائب للمجلس.