آخر تحديث :الأربعاء-16 أبريل 2025-02:03ص

كذبة تقابلها كذبة أكبر

الأربعاء - 16 أبريل 2025 - الساعة 01:59 ص

ماجد الداعري
بقلم: ماجد الداعري
- ارشيف الكاتب


تعرف مسعد، على فتاة بعمره الأربعيني وأعجب بها وقرر خطوبتها والزواج منها

دون أن يخبرها بأنه رجل متزوج ومخلف بولدين سعيد ومحمد وبنت تدعى صباح بالخامسة من العمر.


وبعد زواجهما على حب وتفاهم وتوافق وبعد مشوار من التعارف والتواصل واللقاءات العامة أكتشف مسعد أن حبيبته الجديدة، مساء ، ليست بكرا وأنها مطلقة من زوج لم تدم معه أكثر من ستة أشهر..

فغضب منها بشدة وتعكر مزاجه وتخربطت أوراقه وتعثرت كل خططه الهجومية ليلتها وظل مقهورا طوال الليلة يصرخ عليها: لماذا لم تخبريني انك لست بكرا

وهي ترد عليه بسؤال مماثل: وأنت لماذا ام تسألني عن ذلك قبل الزواج وطوال تواصلنا ولقاءاتنا معا..؟

وهنا يضرب مسعد على رأسه في إشارة إلى حالة من الندم والخطا وسوء التقدير الذي وقع فيه. بينما هي تحاول جاهدة تلطيف اجوائه النفسية واستعادة زمام المبادرة لجعل ليلتها الاولى تعدي على خير، قائلة له: وأتت لماذا لم تخبرني انك متزوج ومخلف كمان.

وهو يشتاط غصبا ويرد عليها: وأنت لماذا لم تسأليني؟

تبتسم بمكرهن المعهود وتظن أنها نجحت في كسب جولة التعادل وأنها اوقعته في فخ التعادل واحدة بواحدة..

لكنه يثور أكثر ويتوعدها باللجوء للقضاء للفصل في الأمر وتعويضه وانصافه على ما مواقع فيه من نصب واحتيال عاطفي.


وبعد اسبوع تقدم مسعد بالفعل بشكواه إلى نيابة أحوال الأسرة ضد زوجته التي خدعته، بينما هي متمسكة بموقفها حول التعادل، ولم تستسلم بعد، أو ترفع له راية الاستسلام والاعتراف بأي خطأ عاطفي وقعت فيه تجاهه، باعتبارهما معا تجاهلا سؤال الآخر عن حالته الاجتماعية، قبل الارتباط المقدس، وأن الأمر فيه تعادل منصف ولا يستدعي المشارعة وإخراج الموضوع عن نطاق العقل والمنطق والحل الودي بالتراضي والقبول بالآخر..


لكنه أصر على إعتبار الموضوع قضية وإيصالها إلى قاضي محاكمة الأسرة الذي مازال حائرا غارقا في أمره وهو ينظر في القضية حائر في أمره من شهرين ودون أن يتوصل إلى أي رؤية أو نتيجة تذكر إلى اليوم في القضية التي أخبرني أنها من أغرب وقائع القضايا التي وصلت إليه للحكم فيها..


فمن المخطئ الآن برأيكم..

وهاهو الحل أو الحكم الأمثل بتقديركم ...

وبماذا تذكركم هذه القصة من إسقاط سياسي في واقعنا الجنوبي اليوم..؟!

#ماجد_الداعري