آخر تحديث :الأربعاء-23 أبريل 2025-08:23م

مفارقة تداول المفاهيم…تم تدمير "مقدرات الحُـ.ـو.ثـ.ـيّ"!

الأربعاء - 23 أبريل 2025 - الساعة 04:46 م

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


يتداول الكثير خلال هذه الأيام أثناء تدمير الثكنات الميليشياوية -العسكرية سابقًا- في أماكن سيطرة الكهنوتية السلالية، ويتم وصف ذلك بتدمير "مقدرات الحـ.ـو.ثـ.ـيّ!"؛ وفي الحقيقة أن تلك مفارقة تُسهم في تمييع المفاهيم وتعتيم المضامين، وتدفع نحو السقوط في خطأين، أولهما وصف تلك المقدرات بأنها "مقدرات الحـ.ـو.ثـ.ـيّ" وكأنها ملكية خاصة به، على الرغم من أنها مقدرات أبناء الشعب العسكرية التي استولت عليها العصابة السلالية الإجرامية، وتم تسليمها لهم من قبل أدواتها التاريخية المتمثلة بالمصابين بداء أئمة مذهب السلالية (وليست مقدرات الحـ.ـو.ثـ.ـيّ)؛ بينما يكمن الخطأ الثاني بمحاولة حصر العصابة الإجرامية بأسرة واحدة فقط "الحـ.ـو.ثـ.ـيّ"، والحقيقة أنها عصابة متشابكة مكتملة الأركان، متمثلة بكل من الكهنوتية السلالية بكامل أطيافها وتشعباتها وتقسيماتها ومسمياتها، وكذلك أدواتها التاريخية القذرة!. كما أن تلك الثكنات الميليشياوية كانت في الأساس معسكرات ومنشآت حربية ومقدرات خاصة بأبناء الشعب اليمني؛ ولكن تبدّل دورها من الدفاع عن اليمن أرضا وإنسانا إلى حماية كهنة الآل، وتغيرت مهامها إلى مراكز تحكم موجهة لسفك دماء اليمنيين، وتحوّلت مسؤولياتها إلى غرف عمليات لنهب حقوق أحفاد سبأ وحِميّر، وأصبحت اختصاصها متصلة بتدمير منازل أبناء اليمن وحصار مدنهم وقصف منشآتهم!.


أما الكهنوتية السلالية الدخيلة على الأرض والمناقضة كليًا لطبائع الإنسان اليمني، فإنها لا تمتلك مسمار واحد من تلك المقدرات، ولم تُسهم بوضع طوبة واحدة في بنيان تلك المنشآت، وكانت ولا تزال عَالة اقتصادية على المجتمع اليمني منذ وطأت أقدامها أرض سبأ وحِميّر، وهَدَّامة لـ "العربية السعيدة" سياسيًا، ومُهلكة لموروث اليمن ثقافيًا ومُفسدة له اجتماعيًا؛ وخطأ فادح أن يتم توصيف تلك المقدرات العسكرية بأنها مُلك لهم، والأصح أن يتم وصفها بأنها أصل من أصول مقدرات الشعب اليمني التي سُلبت ودُمرت بسبب الكهنوتية السلالية وقفازاتها القذرة!.


واقعيًا، تلك الأسلحة والمنشآت العسكرية والمخازن والثكنات والمستودعات والمراكز والورش والمخابئ هي من مقدرات الشعب اليمني التي تم إنشاؤها وشراؤها لسنوات طويلة من قوت اليمنيين ومواردهم الاقتصادية، وكانت عبء على ميزانية الدولة، وتم اقتصاص نفقاتها من ميزانية القطاعات الحيوية الهامة الخاصة بتنمية الإنسان والأرض اليمنية؛ ولكن في نهاية المطاف سٌلمت على طبق من أشلاء أبناء اليمن للكهنوتية السلالية، ووجهت نحو نحور اليمنيين!. إضافة لذلك، تلك المقدرات العسكرية هي نفسها التي نُقلت قبل عقود من مخازن ومعسكرات أحفاد سبأ وحِميّر في جنوب اليمن، لتكون تحت إمرة الكهنوتية السلالية وإدارة أدواتها التاريخية القذرة؛ علمًا أن أكبر قاعدة عسكرية إستراتيجية في شبه الجزيرة العربية سابقًا (إلى قبل عقود) والتي كانت تحكم السيطرة على كل من بحر اليمن (البحر العربي) والبحر الأحمر هي "قاعدة العند" العسكرية التي أصبحت اليوم مفرغة وشبه خاوية!.


ولكن للأسف، تلك المقدرات العسكرية التي تعد مُلك للشعب، لم تحمي أبناء الشعب اليمني ولم تدافع عن الأرض السبئية الحِميّرية، ولم تقضي على تمرد الكهنوتية السلالية المشؤومة في بدايتها، بقدر ما كانت تمثل شريان الإمداد الرئيس للإنقاذ والتزود بالمعدات اللازمة، وسُلمت لهم بواسطة مناورات هزيلة ومكشوفة؛ وكل ذلك ناتجًا من أنها كانت تحت سيطرة الكهنوتية ورقابة السلالية وإدارة المصابين بداء مذهب الأئمة، وتحت حراسة العكفة، وتركز أماكن تكديسها في البيئة الحاضنة للإمامية البغيضة!.


أما الإنجازات التي يمكن وسم الكهنوتية السلالية بها، فتتمثل بأنها حولت أرض اليمن إلى منشأة فارسية، وجعلت من بنية اليمن التحتية كـ معامل تجارب لأحفاد الباذانية ومختبرات فحص لتقنيات قم الرسّية، وغّيرت مواقع المقدرات العسكرية إلى ثكنات ميليشياوية، وقامت بتطبيق نفس خارطة الضاحية الجنوبية بحذافيرها بواسطة حفر الخنادق والأنفاق والكهوف، وعملت غرف عمليات في أماكن المنشآت الحيوية المدنية، ووزعت السلاح في الأماكن المأهولة بالسكان والمزارع الحكومية والخاصة!. ومن إنجازاتها أيضًا، أنها فتحت ورش تجميع الخردة، وعملت على تجميع ما يتم تهريبه برا وبحرا من الصواريخ والمسّيرات المفخخة، وقامت باستدعاء واستعداء مختلف القوى لتدمير أرض اليمن؛ علمًا أن معظم تلك الخرد المٌجمعة التي أطلقوها، تساقطت على رؤوس المدنيين، وإنهمرت على الأحياء والمدن اليمنية لمناهضة لهم، وهَوَت في المزارع والصحاري الخارجة عن سيطرتهم، وتسببت في مضاعفة معاناة الشعب اليمني فقط!.


ختامًا، سجلوا كل الخراب والدمار الذي تسببت به الكهنوتية السلالية وأدواتها القذرة، وسيتم محاسبتهم حسابًا عسيرًا بكافة أطيافهم وتقسيماتهم ومسمياتهم وشبكاتهم الداخلية منها والخارجية!. كما أنه لا يجب حصر الإشكالية تحت مسمى أسرة واحدة "الحـ.ـو.ثـ.ـيّ"، ولا ينبغي أن يتم وصف تلك المنشآت والمخازن والمستودعات بأنها "مقدرات السلالية"؛ لأن ذلك يعد طمس لجرائمهم المتمثلة بتدمير مقدرات الشعب اليمني، ومحو لجناية أدواتها التاريخية القذرة التي فتحت لهم المخازن وسلمت لهم المعسكرات والمؤسسات؛ بل ينبغي أن يتم توصيفها توصيفًا صحيحًا، وتُنسب الجريمة -لا الفضل- إلى فاعلها، و يتم الإشارة بأن الكهنوتية السلالية بكافة أطيافها ومسمياتها وبمشاركة قفازاتها القذرة يعدوا الفاعلين الأساسيين والمتسببين الرئيسيين في استدعاء كل هذا الدمار والدماء والخراب والهلاك والويل!. قطعًا، أنه لن يتم حماية ما تبقى من مقدرات الشعب اليمني حتى يتم الخلاص الكلي من آفة الكهنوتية السلالية، وتعقيم أدواتها التاريخية القذرة وتجميدها، وأن يتم وضع ما تبقى من تلك المقدرات بمعية أحفاد سبأ وحِميّر المناهضين للكهنوتية والمناوئين للسلالية، والمتشربين لمبادئ وثوابت القومية اليمنية.