آخر تحديث :السبت-26 أبريل 2025-01:49ص

زيارة إلى الجنة: حين لا يتسع الحب لحدود الديانات

السبت - 26 أبريل 2025 - الساعة 01:37 ص

نشوان العثماني
بقلم: نشوان العثماني
- ارشيف الكاتب


زرْتُ الجنة قبل قليل، قبل زمن، قبل لا أدري وأدري، ولم أجد لافتة على الباب تقول: "وقفٌ خاصّ بأي ديانة."

ولم يكن هناك باب.


دخلتُ كما لو أنني عدتُ إلى زمن هو الآن وهو ما قبل الولادة.

مطلق المطلق، نور لا يسطع لكنه يحتويك.


رأيتُ كائنًا، أو شيئًا أقرب إلى النور، يقوم على أمرٍ غريب لا أعرف ما هو،

قال بهدوء:

"من أحبَّ الإنسان دون أن يحبَّ الله، لن يدخل.

ومن أحبَّ الله دون أن يحبَّ الإنسان، لن يدخل أيضًا."


تأملتُ وجهه… لا وجه له.

صوتُه كان صدًى، وفهمت ولم أفهم.


ثم قال:

"أنعم الكائن الكائن (كررها) عليكم بكل شيءٍ مركَّب… ومنه الماء، أساس الحياة."


ازددتُ حيرة.

فلما رآني، قال:

"هكذا كنت في الحياة… المزيد أن تحتار!"


سألته عن النار.

قال: "لا توجد."

قلت: "لا توجد هنا، أم لا توجد؟"

قال: "لا توجد هنا ولا توجد، وتوجد!"


قلت: "والأشرار، أين يذهبون؟"

قال: "أنت منهم. فإلى أين تذهب؟"


ارتباك في ارتباك الارتباك،

قلت: "أنا؟ لست شريرًا… لم أؤذِ أحدًا."

قال: "لا يكفي."

سألته: "وما الذي يكفي؟"

قال: "أنت تكفي."


هكذا فقط… "أنت تكفي."


وقفتُ في ذهول. ما الـ يعني؟

قال: "لم تكن هنا، لم تكن هناك. كنتَ هنا، كنتَ هناك."


سألته: "وما الذي عليّ أن أفعل؟"


قال: "عُدْ… من حيث أتيت."


قلت: "وأي ديانة أي طريق أي إيمان تريد أن أتبع كي أدخل؟"


قال: "لا ديانة."

قلت: "ما الـ يوجد؟"


قال: "الله. فيضُ الحبّ. الإنسان. الحياة." "وأنت."


قلت: "ماذا عن الأنبياء؟"


قال: "بشرٌ مثلكم. لكن الغاية لم تكنهم… الغاية ما سبق."


سألته: "والصلاة؟"


قال: "كثيرٌ منها بلا معنى."


قلت: "فأي صلاة؟"


قال: "صلاة القلب، والحبّ حين يعمل.

والحب به لا بغيره."


واختفى كل شيء.


وعدتُ. ولم يكن كل شيء على ما كان.

كل شيء وهْمٌ ولا وهْم.


منه وإليه.. إليه ومنه..


والتقيتُ إنسانًا صبيحة اليوم التالي، قال لي كل شيء. قال الذي رأيته.