آخر تحديث :الإثنين-28 أبريل 2025-06:53م

الشعب يريد إسقاط الحوثي والشرعية

الإثنين - 28 أبريل 2025 - الساعة 05:04 م

سمية الفقيه
بقلم: سمية الفقيه
- ارشيف الكاتب


في اليمن، يزداد المشهد السياسي والاحترابي ضبابية وقتامة، ويسوء الواقع أكثر ويشتد خناقه على رقاب اليمنيين البسطاء الكادحين، وما من بارقة نجاة تلوح في الأفق، وما من مأمن وكل الاتجاهات باتت تؤدي إلى اللاوجهه.


وبين سندان الحرب التي تشعبت وزاد أتونها بالقصف الأمريكي الذي يشتعل في مدننا اليمنية، ويقضى على ما تبقى لنا من بقايا، بسبب غطرسة الحوثي وخنوع الشرعية، وبين مطرقة الواقع المزري والأوضاع المتردية، اختنق وضاع البسطاء الذين باتوا هم الحلقة الأضعف في كل ما يجري من دمار واحتراق.


الناس من أقصى اليمن لأدناه صارت أحاديثهم تتركز بشكل كبير على سوء أوضاعهم ومعيشتهم الضنكى التي اصبحوا يعيشونها. لم تعد تهمهم أخبار السياسة و الساسة لأن أخبارهم صارت نقش على جروحهم الطافحة، لم يعد يهمهم تصريحات فلان ولا علان -تلك التصريحات الجوفاء الخالية من دسم المصداقية والوطنية- بل صار تركيزهم على حياة الفقر والعوز وجنون الأسعار وموت الخدمات وجوع امعاءهم مع اولادهم. صاروا يحدثون أنفسهم كالمجانين في البيت والشارع والمواصلات والطرقات كل منهم يشكو للآخر همه، ونفس الجرح والقهر يساوي بينهم، يواسون أنفسهم بالفرج بينما كل شيء مسدود أمامهم. توحدهم قناعة واحدة وهي أن الحوثي والشرعية شريكان في معاناتهم ومآسيهم ولا أحد أفضل من أحد.


سلطات الأمر بالواقع سواء الحوثيين او الشرعية و غيرهما، لم يقدموا أي رؤية او مشاريع وطنية لإنقاذ الناس في مناطق سيطرتهم. لم يجلبوا لليمنيين إلا الأسى والجوع والفقر وواقع منهار وبلد منهك وممزق، لم يولوا أي أهمية لخدمة الناس وتوفير الكرامة لهم بل أهانوهم وجعلوا واقعهم في الحضيض. لم يجنِ الناس منهم سوى الخوف من حاضر موحش ومستقبل شديد الظلمة وواقع مدمر حد المأساة.


لم يعد البسطاء والكادحون يثقون بأحد من الساسة، الذين صاروا بالنسبة لهم مجرد جلادين يحدون مقاصلهم ويسنون سكاكينهم ويحيكون حبالهم، ليشنقوا بها رقاب البسطاء وأرواحهم،

صار لسان حالهم يقول لا نريد منهم أحد ، وبقهر واحد يرددون " الشعب يريد إسقاط الحوثي والشرعية".