نشرت المنظمة الدولية للهجرة- مكتب اليمن، تقريرا أوضحت فيه أن حادث غرق الجديد لقارب تهريب قبالة سواحل اليمن يوم الأربعاء (24/7)، أسفر عن مقتل 12 مهاجراً وفقدان أربعة آخرين. ووفقاً للناجين. موضحاً أن قارب التهريب انقلب بالقرب من مديرية دوباب في محافظة تعز، وكان يحمل على متنه أكثر من 20 مهاجراً إثيوبيًا معظمهم من منطقة تيغراي.
وقال مات هوبر، القائم بأعمال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "إن هذا الحادث الأخير يؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز تدابير السلامة والجهود التعاونية لحماية المهاجرين". وأضاف: "إن الزيادة المزعجة في حوادث غرق السفن ووفيات المهاجرين هي تذكير صارخ بالمخاطر التي يواجهها أولئك الذين يفرون من الظروف اليائسة. والمنظمة الدولية للهجرة مستعدة لتقديم الدعم حسب الحاجة، وأفكارنا مع الضحايا وأسرهم خلال هذه الأوقات العصيبة".
وكان القارب الذي انطلق من جيبوتي في التاسعة مساء الثلاثاء، قد انقلب في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء بسبب الرياح القوية وعطل في المحرك. ومن بين الركاب الـ22، نجا ستة، بمن فيهم قائد القارب اليمني ومساعده. وتم انتشال جثتي رجل وامرأة ودفنهما من قبل السلطات المحلية، فيما لا يزال مصير الأفراد المتبقين مجهولا.
لقد أدت الحملة العسكرية الأخيرة في اليمن والتي استهدفت شبكات المهربين وزيادة الدوريات الساحلية إلى انخفاض كبير في أعداد المهاجرين الوافدين من جيبوتي والصومال. وعلى الرغم من هذه الحملات الصارمة، لا تزال عمليات التهريب مزدهرة، مما يدل على الحاجة الملحة إلى استراتيجيات شاملة لتفكيك هذه الشبكات وحماية المهاجرين الضعفاء.
لم يشهد مضيق باب المندب، وهو نقطة حاسمة لعبور المهاجرين، أي وصول من جيبوتي إلى محافظة لحج منذ ديسمبر 2023. وعلى الرغم من الصراع المستمر في اليمن، يواصل المهاجرون العبور عبر البلاد على أمل الوصول إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.
في عام 2023، رصدت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 97200 مهاجر إلى اليمن، متجاوزة أرقام العام السابق. وعلى الرغم من الانخفاض الكبير في إجمالي المهاجرين الوافدين إلى اليمن في النصف الأول من عام 2024، حيث وصل عددهم إلى 10395 مهاجرًا مقارنة بـ 77130 مهاجرًا في نفس الفترة من عام 2023، إلا أن المخاطر لا تزال مرتفعة.
يجد العديد من المهاجرين أنفسهم عالقين في اليمن، محاصرين بسبب الصراع المستمر وعدم الاستقرار الاقتصادي والظروف القاسية. غالبًا ما يواجه هؤلاء الأفراد، ومعظمهم من منطقة القرن الأفريقي، ظروفًا صعبة، بما في ذلك محدودية الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمياه والرعاية الطبية. الرحلة المحفوفة بالمخاطر، والتي تفاقمت بسبب استغلال المهربين ومخاطر الاتجار بالبشر، تجعل العديد من المهاجرين عُرضة للخطر وفي حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
وعلى الرغم من الجهود المستمرة التي تبذلها المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم، فإن حجم الأزمة يتطلب قدراً أكبر كثيراً من التمويل والموارد لتلبية احتياجات المهاجرين العالقين على النحو اللائق. ويشكل تعزيز التعاون الدولي وزيادة الدعم المالي أهمية بالغة لضمان سلامة وكرامة ورفاهية هؤلاء الأفراد وهم يواجهون التحديات المعقدة المتمثلة في السعي إلى حياة أفضل.
يواصل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة رصد الحوادث على طول طريق الهجرة الخطير هذا والإبلاغ عنها. منذ عام 2014، سجل مشروع المهاجرين المفقودين 2107 حالة وفاة واختفاء لمهاجرين على الطريق الشرقي، بما في ذلك 718 حالة غرق.